عندما نقرأ التاريخ فإننا غالباً ما نكون أسرى لروايتين، الأولى هي رواية المناهج الرسمية الدراسية والثانية هي رواية الأجندات المسيطرة في وقتنا. وبين هاتين الروايتين تتلاشى الموضوعية ويصبح من الصعب معرفة ما جرى فعلاً. ولكي نفهم ما جرى فعلاً فإننا بحاجة لبعد آخر في قراءة التاريخ، أو ربما أبعاد أخرى، كيف كانت الحياة الثقافية مثلاً؟ علام يقوم الاقتصاد؟ وما الذي تحاول أن تخفيه فعلاً روايات الأجندات والكتب المنهجية للتاريخ؟
الإجابة عن هذه الاسئلة وايجاد الابعاد الأخرى لقراءة الصورة التاريخية ليسا بالأمر السهل، فمصادر التاريخ ذاتها تعلق بأجندات الكتاب والحكام مما يضعنا في حلقة مفرغة من الكتابة المغرضة للتاريخ. ومما يستدعي أن تكون القراءة التشكيكية هي الحل الوحيد لايجاد فرضيات أخرى حول ما جرى، دون أن نجد صورة كاملة فعلية لما جرى.
يحرر هذا الموقع عمر المريواني، وهو مختص بالبرمجيات (2010) من الجامعة التكنلوجية في بغداد، والملتيميديا (2012) من معهد المعلوماتية للدراسات العليا في بغداد وتحليلات النصوص (2019) من جامعة ايسكس في المملكة المتحدة. وهو مولع بالتاريخ منذ الصغر. قرأ في أطلس التاريخ الاسلامي منذ الصف الثالث الابتدائي، ويعزز ولعه بالتاريخ الولع بالجغرافيا والاحصاء والحقائق القائمة على الارقام. ويهدف الى البحث في منهجية جديدة في قراءة التاريخ قائمة على التحليل الحاسوبي للنصوص التاريخية. اللغويات التاريخية هي موضوع آخر يركز عليه المحرر ويهدف إلى البحث به.
القراءة الموضوعية المستهدفة تتضمن ما يلي:
- محاولة البحث عن لمحات وصور ينقلها المؤرخون بقصد أو بغير قصد وتساعد في رسم صورة لم تكن معروفة لنا من قبل أو أن تكون مغايرة لما تحاول الأجندات أن تفرضه باستخدام التاريخ (مثال: موقف ودي وايجابي جداً من الشخصية (أ) في حقبة زمنية معينة تجاه الشخصية (ب) رغم أن الفرضية السائدة هي أن (أ) كان عدواً لدوداً لـ (ب) في نفس الحقبة وبناءاً على رواية غير ذات أصل).
- محاولة اللجوء الى المصادر الأصلية، مع كثرة النقل تتضاعف دوافع القراءة المغرضة للتاريخ وتضيع الصورة الدقيقة الكاملة. فالمؤرخون كتبوا ما كتبوا بناءاً على أهداف معينة، وحاولوا ايصال تفاصيل دقيقة معينة عن الزمن الذي عاشوا فيه، لكن من يأتي بعدهم يحاول أن يفرض أغراضه وأن يقلل من التفاصيل بشكل حتمي. لذا فإن اللجوء الى المصادر الأقدم يحفظ الكثير من الصورة.
وفي النهاية، ليس ما في هذه المدونة بحث أكاديمي بل هو مجرد قراءات فردية من شخص غير مختص بالتاريخ. الحقائق المدونة هنا قابلة للتغيير في حال ايجاد العكس لذا نرجو الحذر الشديد عند الاستشهاد بما ورد فيها. لم يكن في نية المحرر أن ينشأ هذه المدونة لكن طلبات الاصدقاء وآخرها دعوة من استاذ جامعي في التاريخ بالمملكة المتحدة استدعت من المحرر انشاء هذه المدونة لتسهيل مشاركة ما يقرأه في التاريخ وبناءاً على دعوة من يرون القيمة فيما كان ينشر في صفحته على الفيسبوك.