عبر المقاتلون من ايران والعراق ليحتلوا مصر مرات عديدة قبل الاسلام، فيما عبروا مرة واحدة بعده
في القرن التاسع قبل الميلاد طرد آشوربانيبال المصريين من كنعان، وفي القرن السابع قبل الميلاد احتل أسرحدون مصر، وبعده بقرن غزاها الاخمينيون ثم عاد الفرس في القرن الرابع قبل الميلاد، وآخر غزوة كانت للساسانيين عندما احتلوا مصر الرومانية بين عامي 621م و629م.
بينما كانت الغزوة الوحيدة بعد الاسلام هي زحف جيش من الخراسانيين بقيادة محمد بن سليمان الكاتب لاسقاط حكم أسرة ابن طولون.
فضلاً عن الاحتلال الشامل فإن التفاعل بين العراق وايران من جهة ومصر والشام من جهة أخرى كان قوياً في العصور القديمة، إذ غزى السلوقيون الشام في القرن الرابع قبل الميلاد وتحالف المصريون مع بقايا الاشوريين ضد الميديين والفرس والبابليين في القرن السابع قبل الميلاد كما تحالف المصريون مع الآشوريين ضد الحوريين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
كل هذه التفاعل انتهى كلياً ولعل لتوقف هولاكو عند عين جالوت واكتفاء تيمورلنك بالصلح وفرض الاتاوة له مصداق على ذلك التغير في العلاقة بين الاقليمين.
بعد الاسلام، دخل المسلمون مصر من الشام، ثم العثمانيون من الشام، ثم نابليون من البحر. وجوهر الصقلي من تونس (الغزوة الوحيدة من نوعها لمصر). ثم الانجليز من البحر.
مصر أيضاً تعرضت في الحقب القديمة لغزوة فريدة من نوعها حيث غزاها الكوشيون من الجنوب.
أيضاً نجد أمراً قد يبدو استثناءاً للقاعدة لكنه لم يتمثل باجتياز اي صحراء، وهو بلوغ صلاح الدين الايوبي لآمد (دياربكر) وماردين، وفي الحقيقة فإن دعم صلاح الدين وامتداده السياسي يرجع لمناطق تركة الدولة السلجوقية التي تصل الى الشام وهو قام بفتوحات عديدة في الشام ثم اتجه شمالاً وبلغ آمد والموصل.
لو تسائلنا عن السبب في تلك الظاهرة، فهو على الارجح أن الصحراء الفاصلة بين العراق والشام فرضت قواعداً جديدة، وأن الصحراء لم تكن موجودة أو لم تكن موجودة بهذه القسوة، فكان عبور الجيوش وضمان عودتها يسيراً وقد تغير في وقتٍ ما واشتد ذلك التغيير حتى صارت مصر لاعباً منفرداً في اقليمها الذي يشمل بلاد الشام والحجاز، دون ان تنازعها أقاليم الشرق على ذلك السلطان.
ولا نرمي بوضع الاسلام كفترة فاصلة سوى كمحطة زمنية، فالتأثير يتباعد بشكل تدريجي 200 سنة او اكثر قبل وبعد.
لم اطلع على دراسات حول التغير المناخي لهذه الصحراء طيلة تلك القرون لكن هناك اقوال مختلفة حولها وهناك مواضيع اخرى حول المدن التي انقرضت او التي انخفضت اهميتها طيلة تلك الفترة ولذلك حديث اخر كما ان الخوض في تفاصيل مسير الجيوش يتطلب المزيد من البحث.
في الخارطة، الغزوات باللون الاحمر قبل الاسلام، وباللون الازرق بعد الاسلام من وإلى مصر.
التصنيفات