التصنيفات
العصر العباسي

الوزارة العباسية: النهايات الدموية

يعد منصب الوزير في وقت الدولة العباسية منصباً تنفيذياً مهما ويتباين في طبيعة نفوذه والواجبات المتحتمة على حامله بحسب الحقبة. في بعض الأحيان كانت هناك صلاحيات عسكرية تضاف للمنصب وكان على الوزير أن يجهز ويقود حملات عسكرية وفي أحيان أخرى كان المنصب يكاد يكون تشريفياً. يرتبط المنصب بمؤسسة الخليفة وقوتها من الأساس. ففي الأوقات التي أصبح فيها الخليفة ذاته ضعيفاً جداً صار من الطبيعي أن يسقط أو يضعف منصب الوزير أيضاً كما هو الحال في فترات سلطة الضباط الأتراك وسلطة أمير الأمراء ثم الفترة البويهية فالسلجوقية. في هذا البحث سنسمي الكيان الثالث المتمثل بالسلطان او امير الأمراء أو قائد الجيش التركي بالسلطة الموازية، وهي تشكل مع سلطة الخليفة وسلطة الوزير نظاماً من ثلاثة أركان يفترض أن يكون الخليفة هو الأعلى فيها لكن في أحيان كثيرة يصبح الكيان الثالث هو الأقوى، وفي أحيان قليلة يتقمص أحد الضباط أو ممثل السلطة الموازية ذاته منصب الوزارة وبالتالي يصبح الوزير أعلى من الخليفة مثلما فعل توزون في خلافة المتقي بالله حين كان توزون الرجل الأقوى تقريباً في الدولة أو أتامش في خلافة المستعين حيث كان أحد ثلاثة عسكريين كبار يديرون الدولة. في هذا البحث سندرس 93 وزيراً عباسياً هم تقريباً معظم الوزراء او ما يمكن العثور عليه فيما تم تدوينه لنرى طبيعة تداول السلطة في ذلك المنصب ونهايات هؤلاء الوزراء، كما سندرس التحولات المذهبية والنزعات القومية المتعلقة بذلك المنصب خلال الفترات العباسية المختلفة.

تداول السلطة في منصب الوزير

يمكن تقسيم فترة الخلافة العباسية الى خمسة حقب من حيث اختلاف نموذج الحكم وطبيعة الجهات الحائزة على النفوذ. تمتد أول حقبة من خلافة السفاح وحتى المتوكل، وبقتل المتوكل على أيدي الأتراك، ومن ثم قتل ابنه المنتصر الذي تآمر معهم على قتل أبيه، صار من الرسمي والواضح أن هناك سلطة موازية تفوق الخليفة قوة. دامت تلك الحقبة أكثر من خمسين سنة من منتصف القرن التاسع حتى بداية القرن العاشر الميلادي بخلافة المكتفي، وتحولت في فترتها الأخيرة الى منصب رسمي وهو أمير الأمراء.

ثم تأتي فترة البويهيين وتمتد من خلافة المكتفي في بداية القرن العاشر وتستغرق الثلث الأول من القرن الحادي عشر أيضاً، وفيها تتمثل السلطة الموازية بالسلطان البويهي. ومن ثم الفترة السلجوقية التي تمتد حتى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي بخلافة المقتفي. لتبدأ بعدها فترة عاد فيها النموذج الأول حيث يكون لدى الخليفة السلطة الأكبر.

النهاية الدموية للوزراء

يمكن اعتبار فترتي حكم الأتراك والفترة العباسية الأولى هما الفترتان الأكثر سوءاً من حيث مصير الوزراء. صنفنا نهايات الوزراء بالتدرج من الوفاة الاعتيادية، العزل، ومن ثم الإقامة الجبرية او النفي وهو مصير الكثيرين، وبعده طرق التنكيل المختلفة الممتدة من العزل والسجن ومصادرة الأموال، الاغتيال، القتل في السجن أو الإعدام وأخيراً الموت تحت التعذيب.

قتل 6 وزراء تحت التعذيب من أصل 93 وزير احصيناهم ممن تولوا المنصب في الدولة العباسية، ومات 21 وزيراً بشكل عام قتلاً سواءاً في السجن أم سماً أم غيلة أم تحت التعذيب. مع الأخذ بنظر الاعتبار أن سيرة 19 وزيراً لم يكن بإمكاننا العثور عليها لتأكيد طريقة وفاته أو مصيره بشكل عام، فضلاً عن أن كثيراً من الوزراء لم يبقوا في المنصب سوى لفترة قصيرة إذ تبلغ معدل فترة ولاية الوزير الواحد 5 سنوات. كما أن بعض تغييرات الوزراء لم تكن موثقة من الأساس نظراً لهامشية دور الوزير في حقب عديدة.

الفترة العباسية الأولى

كان القتل اغتيالاً مصير أول وزير عباسي وهو أبو سلمة الخلال وكما في كتاب الفخري في الآداب السلطانية[1]: “وكان يريد تسليم الخلافة لثلاثة من العلويين، فتظاهر السفاح بقبول اعتذاره، ثم أوعز إلى أبي مسلم الخراساني أن يقتله، ففعل وأرسل رجلا فاتكاً يدعى مرار بن أنس الضبي فقتله.” وبمرور وزيرين مرت ولايتهما بسلام، كان مصير أبو أيوب المورياني سيئاً أيضاً مع المنصور حيث عذب وصودرت أمواله وأعدم[2]. أما المهدي فقد وافق على استقالة أحد وزراءه لكنها أتبعها بمصادرة الأموال واعتقال الأقارب وهو يعقوب بن داوود الفارسي، فيما نكل بالآخر أبي عبيد الله معاوية بن يسار حيث اجبر على قتل ابنه فلم يفعل فقتلوه امامه بتهمة الزندقة بعد محاكمة قصيرة طلب منه فيها فقط ان يتلو شيئا من القرآن.

ومن المعروف كيف أن الرشيد انقلب على وزراءه البرامكة فسجنهم وصادر أموالهم. أما الهادي والأمين فلم تكن فترة حكمهما طويلة لينال أحد الوزراء غضبهما. فيما قتل المأمون أحد وزراءه وهو الفضل بن سهل حيث حبسه خال المأمون بحمام حتى اختنق ومات[3]. ثم بدل المأمون وزراءه عدة مرات، فيما تولى الوزارة محمد بن عبد الملك الزيات لفترات متعددة في حكم المعتصم والواثق والمتوكل وكانت نهايته الاسوء ربما[4]:

” وكان ابن الزيات قد اتخذ تنوراً من حديد ، وأطراف مساميره المحددة إلى داخله ، وهي قائمة مثل رؤوس المسالّ ، وكان يعذب فيه أيام وزارته ، فكيفما انقلب المعذب أو تحرك من حرارة العقوبة تدخل المسامير في جسمه ! وإذا قال له أحد : إرحمني أيها الوزير ، فيقول له : الرحمة خَوَرٌ في الطبيعة ! فلما اعتقله المتوكل أمر بإدخاله في التنور وقيده بخمسة عشر رطلاً من الحديد ، فقال له : يا أمير المؤمنين إرحمني ، فقال له : الرحمة خَوَرٌ في الطبيعة ، كما كان يقول للناس ! وكان ذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وكانت مدة تعذيبه في التنور أربعين يوماً ، إلى أن مات فيه”

سلطة الأتراك

وبذلك تنتهي فترة الخلفاء ذوي النفوذ لنبدأ بالاطلاع على صنف آخر من النهايات وصنف آخر من الوزراء، فمثلاً هناك من الوزراء الأتراك الذين قد يكونون أكثر قوة من الخليفة مثل أتامش في خلافة المستعين كما ذكرنا، أو إسحاق بن كنداج في خلافة المعتز. كما عزل الأتراك وزيران وهما أبي موسى عيسى بن فرخان شاه وأحمد بن إسرائيل الأنباريّ فيما فرضوا جعفر بن مسعود الاسكافي رغما عن إرادة الخليفة المهتدي الذي قتل على أيدي الأتراك لاحقاً.

تعود سلطة الخليفة مرة أخرى في عهد الخليفة المعتمد ولاسيما حينما كانت السلطة الموازية متمثلة بأخيه الموفق الذي استطاع بمعية ابنه المعتضد اخماد ثورة الزنج في الجنوب. (تمثل ثورة الزنج نموذجا يحدث في العادة بنموذج الحكم الضعيف في العراق اذ تتعدد اطراف السلطة في المركز وينفصل الجنوب كما حدث في ثورة الزنج، وحقبة البريدي التي سنأتي لها، وحقبة المشعشع في عهد الامراء التركمان، وسلطة افراسياب في البصرة في الفترة العثمانية). قتل الموفق الوزير المعروف سليمان بن وهب في السجن[5]، وهرب الحسن بن مخلد الى ابن طولون بعد أن ولاه وعزله المعتمد عدة مرات فكادوا له في مصر فسجنه ابن طولون ثم نقله لانطاكية وامر بتعذيبه حتى مات. [6] كما ولى المعتضد ابن الموفق إسماعيل بن بلبل الذي تولى في عهد الموفق – المعتمد أيضاً وانتهى بنهاية سيئة أيضاً حيث سجن وعذب وقتل[7]. وبشكل غريب أدى لجوء إبراهيم بن مدبر الى ابن طولون الى ذات المصير الذي ناله الحسن بن مخلد حيث قتله ابن طولون تحت التعذيب أيضاً. وفي عهد المعتضد أيضاً، تعرض القاسم بن عبيد الله بن وهب الى القتل بالسم.

لم تختف سلطة الأتراك تماما في عهد الموفق والمعتضد بل بقيت موجودة، لكن مؤسسة الخليفة توسعت وزاد نفوذها نوعاً ما على أثر القتال في ثورة الزنج وتأثير الموفق والمعتضد التي دامت قرابة ثلاثين سنة. سلطة ابن رائق ومؤنس تظهر بقوة في خلافة المقتدر ومع ذلك فيبدو أن هامش التنازع على منصب الوزير لم يكن صغيراً فنلاحظ أن التنكيل كان سمة عامة لوزراء تلك الحقبة وبين بعضهم البعض. بدأ ذلك بالعباس بن الحسن الجرجرائي:

ضرب ابن حمدان العباس، فطير قحف رأسه ، ثم ثناه فسقط ، ثم قطعوه[8].

ومن ثم علي بن محمد بن فرات وأبنه المحسن كما ورد في سير أعلام النبلاء:

ولما قبض عليه، سلما إلى نازوك، فضرب عنق ابنه، وأحضر إلى أبيه، فلما رآه ارتاع. ثم ضربت عنق أبيه، وحمل رأساهما إلى المقتدر، وغرق جسداهما. ثم بعد أيام رمي برأسيهما في دجلة، وذلك سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة

 

وورد أيضاً عما مر به المحسن بن فرات:

و قد عانى المحسن خلال فترة سجنه كثيراً من الأذى و التعذيب، كما كان مغمىً عليه في أغلب الأوقات. مع ذلك فقد قاوم و لم يخبر شيء من أمواله، كما لم يتمكن موظفو الخليفة من أن يأخذوا مالاً منه. و بعد قتله صودرت أموال زوجته.[9]

 

وكان ابن فرات ذاته قد نكل سابقاً بحامد بن العباس الوزير:

فسلم حامد إلى المحسن، فعذبه بألوان العذاب ، وكان إذا شرب أخرجه وألبسه جلد قرد ، ويرقص فيصفع ، وفعل به ما يستحيى من ذكره ، ثم أحدر إلى واسط ، فسقي ، وصلى الناس على قبره أياما .[10]

 

وكل هؤلاء كانوا وزراءاً للمقتدر ومن الواضح أن نزعة التحقيق لسلب الأموال التي يختلسها الوزير كانت هي السبب الأبرز للتعذيب والقتل بالإضافة الى العداء الشخصي. تبع هؤلاء ابن مقلة الشيرازي ولم يصبه مكروه في خلافة المقتدر لكنه نفي[11] وقطعت يده[12] في عهد الخليفة الراضي لاحقاً. وقيل عن الحسين بن القاسم بن وهب:

ولما ظهر للمقتدر نقصه وعجزه قبض عليه وصادره. ثم بقي إلى أيّام الراضي وأبعد عن العراق، فلمّا تولّى ابن مقلة الوزارة تقدّم بقتله، وأرسل إليه من قطع رأسه وحمل رأسه إلى دار الخلافة في سفط، فجعل السّفط في الخزانة، وكانت لهم عادة بمثل ذلك. فحدث أنه لمّا وقعت الفتنة ببغداد في أيّام المتّقي أخرج من الخزانة سقط فيه يد مقطوعة ورأس مقطوع، وعلى اليد رقعة ملصقة عليها هذه اليد يد أبي عليّ بن مقلة، وهذا الرأس رأس الحسين بن القاسم وهذه اليد هي التي وقّعت بقطع هذا الرأس، فعجب الناس من ذلك.

عوائل الوزراء في حقبة الأتراك

يلاحظ ظهور مبدأ العوائل التي تتولى هذا المنصب وينطبق ذلك على مناصب أخرى ومن العوائل التي تولت الوزارة بشكل متعاقب منذ خلافة المهتدي:

بني وهب: أصل العائلة من مسيحيي جنديسابور [13] في ايران الحالية وزعموا أن لهم نسباً عربياً وقد يكونون من النبط. عرفوا بالمثلية الجنسية[14] وبهيئتهم التي لا يميز فيها رجالهم عن النساء. تولوا الوزارة عبر أجيال عدة جدهم كان سليمان بن وهب ومن ثم ابنه عبيد الله ومن ثم القاسم وأخيراً الحسين بن القاسم. وكلهم قتلوا سوى عبيد الله.

بني فرات: عائلة شيعية من العراق من أصل فارسي أو نبطي. تولى منهم الوزارة علي بن محمد وابنه المحسن وأعدم كلاهما كما ذكرنا، وفي عهد الراضي تولى الفضل بن جعفر بن فرات.

بني الجراح: ذكرنا قصة الحسن بن مخلد في ذات الفترة. تولى أيضاً سليمان بن الحسن بن مخلد في عهد المستكفي وفي عهد المتقي والراضي وتوفي وفاة طبيعية وقد انتهت الوزارة بشكل شبه رسمي في وقته وكان ابن رائق يدير الدولة بشكل مباشر. ولهؤلاء قرابة مع علي بن عيسى بن الجراح الذي تولى في ذات فترة الصراع بين بني فرات وحامد بن العباس في فترة المقتدر ولم يقتل. كما تولى عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح وسجن.

وهكذا استمر الوضع حتى الفترة البويهية مع عودة سلطة الأتراك في اثناء خلافة الراضي الى درجة كبيرة. وقد تولى توزون وأبي عبد الله البريدي وكلاهما كانا اقوى من الخليفة حيث كان أبو عبد الله البريدي حاكماً بسلطة الأمر الواقع على جنوب العراق.

الفترة البويهية

يكاد منصب الوزير يتلاشى في الفترة البويهية اذ لا يعرف أي وزير للخليفة الطائع مثلا لمدة 17 سنة وكذلك الحال مع الخليفة القادر الذي يمكن معرفة أسماء وزراءه لكن دون أي معلومات عنهم ولا أي دور واضح. كما كان للسلطان البويهي وزيره أيضاً وبالتالي فإن منصب الوزارة بهيئته التنفيذية صار ملحقاً بالسلطة البويهية لا بمؤسسة الخلافة.

لكن نرى عودة منصب الوزير لدى الخليفة في النهاية المضطربة جداً للفترة البويهية حيث كادت أن تصبح بغداد تابعة للخلافة الفاطمية اثر تولي القائد التركي الموالي للفاطميين البساسيري للسلطة. وقد أعدم البساسيري الوزير علي بن المسلمة البغدادي حينها:

قال الخطيب قتل الوزير ابن المسلمة في يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة خمسين وأربعمائة قتله أبو الحارث البساسيري التركي وصلبه ثم قتل البساسيري وطيف برأسه ببغداد في يوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين[15]

 

الفترة السلجوقية

لا توجد الكثير من الملاحظات المميزة عن الوزارة في الفترة السلجوقية سوى أن المنصب قد عاد لكنه في هذه الحالة صار تحت تدخل السلاجقة المباشر أو بتولي شخصيات من جانبهم. عزل ملكشاه السلجوقي الوزير فخر الدولة بن جهير ومن ثم عزل الوزير الروذاروري وزير المقتدي. وتولى في عهد المقتدي والمستظهر عميد الدولة ابن جهير بعد اقالة اخيه ويبدو أنه قد كان للخليفة بعض هامش النفوذ للفتك بالوزراء فقتله كما يلي:

أقرّه على الوزارة ثم قبض عليه بعد ذلك وأدخله حمّاما وسمّر عليه حتى مات فيه، وحين فتحوه رأوه ميتا وقد وضع أنفه على مسيل الماء كأنه يستنشق منه الهواء فنقلوه من الحمّام إلى مكان آخر وألبسوه ثيابا وأدخلوا عليه جماعة من القضاة والمعدلين حتى يشهدوا بما رأوا من حاله وأنه لا أثر فيه وأنه مات حتف أنفه[16]

وممن تولى من جانب الاتراك كان حفيد الوزير نظام الملك محمد بن ملكشاه بن نظام الملك و قوام الدين أحمد بن نظام الملك. وعزل السلاجقة أيضاً السديد أبو المعالي  عبد المطلب[17]. وتفاقم ضعف الخلافة الى الحد الذي أعدم فيه الخليفة المسترشد على يد السلطان السلجوقي مسعود بن ملكشاه. ويظهر جانب فريد في نموذج العلاقة بين أطراف السلطة حيث استخدمت شهادة الوزير علي بن طراد الحسيني لادانة الخليفة الراشد واعتقاله ومن ثم قتله.

وتختم الفترة السلجوقية بقتل الوزير ابن البلدي:

قد تقدم السلطان بأن تستوفي القصاص من هذا، وأشار إلى الوزير فأخذ وسحب وقطع أنفه ويده ورجله وضربت رقبته وجمع في ترس وألقي على التل الذي يلي باب المراتب ودفع من أعلاه إلى الماء. وكان الوزير قد قطع أنف أم ابن السيبي هذا وقطع يد أخيه ورجله أيام ولايته، فاقتص منه، وذلك في سنة ست وستين وخمس مائة.[18]

عوائل الوزراء في الفترة السلجوقية

بني جهير: ينتمون في الأصل الى قرية قرب الموصل. تولى منهم فخر الدولة وعميد الدولة وقد عزل أحدهما واغتيل الآخر. ومن ثم المظفر بن جهير الذي قتل الخليفة المسترشد في فترة وزارته. ومن ثم المظفر بن علي بن محمد بن محمد بن جهير في فترة المقتفي[19].

بني صدقة: ترجع أصول الوزير جلال الدين أبا علي بن صدقة الى نصيبين وقد كان وزير المسترشد وتولى في عهد الراشد ايضاً، ثم تولى أبا القاسم عليّ بن صدقة بن عليّ بن صدقة[20].

 

الحقبة العباسية الخامسة والأخيرة

قتل وزير الخليفة عضد الدين بن هبة الله المستضيء اغتيالاً على أيدي الباطنية أو كما يصطلح الذهبي في سير أعلام النبلاء “على أيدي الملاحدة” ويقال أن الوزير القادم ابن العطار قد تآمر عليه. ثم بدأت حقبة سيئة للوزراء تحت سلطة الناصر لدين الله الذين فتك بابن العطار فقتل تحت التعذيب ثم سجن الوزير الحنبلي يونس بن أحمد البغدادي وقتله في السجن وقتل الوزير ناصر بن مهدي[21] ونجا منه ابن القصاب لكنه نقله الى خوزستان. وسجن محمد بن عبد الكريم القمي حتى وفاته في عهد الظاهر بأمر الله[22] ومن ثم كانت الوفاة الاعتيادية من نصيب الوزيرين ابن الناقد وابن العلقمي الذي انتهت معه الخلافة العباسية.

[1] الفخري في الآداب السلطانية، وزارة أبي سلمة الخلال

[2] الاغتيالات السياسية في المجتمع العربي الإسلامي ـ ج3

[3] سير اعلام النبلاء، الطبقة العاشرة، الفضل بن سهل

[4] البغدادي في خزانة الأدب ١ / ٤٢٨

[5]  نكبه الموفق وصادره فلم يوجد معه ما ظن فيه وجرت له بعد نكبات فمات محبوسا في صفر سنة اثنتين وسبعين ومائتين في وزارة صاعد بن مخلد. سير اعلام النبلاء، دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 287

[6] سير اعلام النبلاء، الحسن بن مخلد

[7]  إسماعيل بن بلبل، سير اعلام النبلاء

[8] سير اعلام النبلاء، الطبقة السادسة عشرة، العباس

[9] ويكي شيعة

[10] سير اعلام النبلاء

 

[11] ابن مقلة– الموسوعة العربية. نسخة محفوظة 13 يونيو 2008 على موقع واي باك مشين.

[12] ص267 – كتاب الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية – وزارة أبي القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد للمقتدر – المكتبة الشاملة

[13] ص368 – كتاب فوات الوفيات – الحسن بن وهب – المكتبة الشاملة

[14] كان أبو تمام يعشق غلاماً خزرياً للحسن بن وهب، وكان الحسن يعشق غلاماً رومياً لأبي تمام، فرآه يعبث بغلامه فقال: والله لئن سرت (٣) إلى الرومي لأسيرن إلى الخزري، فقال له الحسن: لو شئت حكمتنا واحتكمت، فقال أبو تمام: أنا أشبهك بداود عليه السلام وأشبهني بخصمه (من فوات الوفيات)

[15] علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر أبو القاسم بن المسلمة، طبقات الشافعية الكبرى، دار هجر – القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 5- ص: 247

[16]  ص206 – كتاب الإنباء في تاريخ الخلفاء – أمير المؤمنين المستظهر بالله – المكتبة الشاملة

[17] ص207 – كتاب الإنباء في تاريخ الخلفاء – أمير المؤمنين المستظهر بالله – المكتبة الشاملة

[18] موسوعة المرجع، ابن البلدي

[19] المظفر بن جهير، الأعلام، دار العلم للملايين – بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 256

[20] ص225 – كتاب الإنباء في تاريخ الخلفاء – أمير المؤمنين المقتفى لأمر الله – المكتبة الشاملة

[21] كتاب إنباء الأمراء بأنباء الوزراء، ص108-118

[22]  الوافي بالوفيات، الوزير القمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *