التصنيفات
الامارات الكردية الحقبة العثمانية

بحث حول حقيقة وجود الامارة الملكشاهية في سياحتنامه اولياچلبي المجلد الرابع

لا وجود للأمارة الملكشاهية المزعومة في كتاب أولياچلبي المجلد الرابع، أو على الأقل هذا ما عثرت عليه. وفي نفس الوقت، لا تذكر أي مصادر تاريخية على الأطلاق وجود أمارة تمتد من دياربكر الى جنوب لرستان وهو ما يزعم البعض وجوده على غرار خرائط أخرى مبالغ بها تمجد عشائر معينة.

لابد من الاشارة في البدء الى ان قراءة النص العثماني كانت بالغة الصعوبة ولشخص يعرف تركية حديثة وفارسية حديثة بدرجة اقل بكثير كان التحول بين المصطلحات صعبا سوى ان الكلمات العربية كانت مساعد في ذلك النص، كما ان فهم الكلمات التركية في بادئ الامر كان يتطلب الحاقها بالاحرف اللاتينية ذهنيا لمعرفتها بالاضافة الى اندراس كثير من الاصوات او الاحرف المكتوبة بعد التحول للاتينية.

لم يكن ما فعلته هو قراءة كاملة للموسوعة بل كان تصفحا وتجاوزا للكثير من المناطق التي ارى انها بعيدة عن ما يفترض ان توجد به الامارة الملكشاهية وايضا اثناء القراءة في المناطق الكردية لم اكن امر بذكر الحمامات والاسواق واوصاف القلعة واوصاف اللباس والمساجد والمدارس وهو امر ساعدني كثيرا اذ يفصل اولياجلبي كافة هذه الامور لكل مدينة بحيث يسهل على القارئ الذهاب الى ذكر الحاكم ولقاءات اولياجلبي ببعض الشخصيات ووصفه للحروب وللجنود واللغات والقوميات والقبائل وهو ما نبحث عنه هنا.

المناطق الكردية

قمت بمتابعة كل ما ذكر بخصوص المناطق الكردية وبالاخص المناطق التي يفترض ان تكون ضمن الامارة الملكشاهية التي قرأت عنها سابقا، ما ذكر في الجزء الرابع من مدن وقصبات كاف لتغطية جزء من هذه الامارة (إن وجدت).

ذكر من المناطق الكردية كرمانشاه وهمذان وحصار خسرو باشا لها اثر حملة مراد الرابع على بغداد لاستعادتها من الصفويين والصراع المحتدم عليها ثم يصف همذان وصفا طويلا مع ذكر مقدمة تاريخية طويلة تبدأ من الفتح الاسلامي.

يذكر حاكما بادينيا يدعى حسين باشا طلبه السلطان العثماني من اجل حملة لتحرير بغداد فجمع الجيش من المناطق التي يحكمها وهي سعرت وجزره وعقره والعمادية وكارني وهيرون وكسان شروي وحسن كيف.

وان قره حصار: يبدو انها تابعة للبادينيين اذ يقول ان الاكراد فيها تحت ولاية شخص يعود نسبه لبني العباس

يذكر في بتليس مجموعة من الباشوات الذين لا ينتمون الى عشيرة معينة من المنطقة اذ يظهر انها تحت حكم العثمانيين المباشر ولم يذكر فيها شيئا عن الكرد في 257 كما ان الاغا فيها هو تيمورجي اوغلو وهو اسم تركي يذكره في 254. ويذكر ايضا كلاما كثيرا عن حرب عبدال خان وعشيرة موركيان مع الدولة العثمانية بتليس.

يقول عن ديار بكر ان في اهلها خليط من الكرد والعرب والعجم والرعايا الارمن ويذكر عن لبس نساء ديار بكر انهن ينتقبن بقماش ابيض ويغطي رؤوسهن طاقية مذهبة  ويذكر ايضا ان فيها المدرسة المرجانية مثل بغداد. ولم يذكر ان فيها حاكما شبه مستقل او عشيرة معينة تحكمها.

طبيعة المنطقة والنزاعات

يظهر ان الكتاب كتب بعد تحرير مراد الرابع للعراق  (خسرو باشا المعني هو خسرو باشا بوشناق ذو الاصل البوسني الذي قام بحملة على ايران والعراق في ثلاثينيات القرن السابع عشر لاستعادة ما اخذه الصفويون).

نيران الحرب ما زالت ماثلة وحدود المنطقة واضحة جدا لا يمكن ان تخترق شقاها العثماني والصفوي امارة من كرد فيليين كما ان حدود امارة بادينان واضحة من الشخوص المذكورين في المناطق التي زارها اولياجلبي وابرز مدينتين فيها عقرة والعمادية.

خلاصة

لا وجود للأمارة الملكشاهية المزعومة في كتاب أولياچلبي المجلد الرابع، أو على الأقل هذا ما عثرت عليه. وفي نفس الوقت، لا تذكر أي مصادر تاريخية على الأطلاق وجود أمارة تمتد من دياربكر الى جنوب لرستان وهو ما يزعم البعض وجوده على غرار خرائط أخرى مبالغ بها تمجد عشائر معينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *