التصنيفات
الحقبة العثمانية

قضية تبعية الكويت للعراق

يوضح عباس العزاوي مسألة تبعية الكويت للعراق، ففي ولاية نامق باشا في خمسينات القرن التاسع عشر كانت اخر الامارات العراقية قد انهيت ولم يبق سوى المنتفق التي تم تحويلها الى متصرفية تابعة مباشرة للدولة في عهد مدحت باشا في نهاية ستينات القرن التاسع عشر.

غير ان هذا لم يحدث الكويت وبقيت كأمارة يحكمها ال الصباح، وفضلا عن ذلك كانت الكويت تتمتع بعلاقات خارجية مع الانجليز والهولنديين فكانت السفن التجارية الكويتية ترفع العلم الانجليزي او الهولندي وفقا لاتفاقية حماية بينها وبين الدولتين.

حاول مدحت باشا ان يمنعهم من ذلك وان يعزز من تبعية الكويت للعراق فحول الشيخ عبدالله الصباح الى قائم مقام وعين اشخاصا في المناصب الدينية في المدينة، غير انه وفي سابقة بنمط التعامل مع الامارات العراقية فقد اعفى مدحت باشا الكويت من اي ضرائب شرط ان ترفع العلم العثماني (يبدو ان الامر لم يكن بيده فصار يقدم المغريات).

وكان في الكويت في وقتها ٥ الى ٦ الاف بيت وكان فيها ٢٠٠٠ سفينة تجارية بسيطة تتاجر مع الهند والزنجبار وعمان. وكانت الملاحة فيها اكثر تقدما من البصرة كما كان لها علم خاص ترفعه فضلا عن الاعلام الاجنبية والاسرة الحاكمة فيها اكثر قدما من كافة الاسر الحاكمة في الامارات العراقية الاخرى.

باختصار، كانت الكويت امارة عراقية ناجية من حملة الغاء الامارات، ولو نجى غيرها لكانوا اليوم امارات مستقلة ايضا كالمنتفق وامارة بابان وامارة الراوندزي وبادينان فضلا عن حكم الجليليين في الموصل. بهذا المنطق يجب ان يفهم الامر وليس بمنطق انها كانت مرتبطة ببغداد فيجب ان تبقى كذلك. اختارت بعض الامارات العراقية اطرافا غير مجدية في التحالفات او ان هذا هو ما حصلت عليه فحسب مثل التحالف ببن المنتفق وبين امام عمان والتحالف كان هشا وسرعان ما انسحب العمانيون بعد ترضية العثمانيين لهم. اما ال بابان فقد كان التحالف مع ايران اطالة في عمر الامارة فحسب دون امكانية لتعزيز الاستقلال بواسطته.

ومع الكلام عن الكويت فان الخارطة يجب ان تمتد الى قطر والاحساء، لكن العثمانيين لم يكونوا يبالون باهمية اي منطقة من هذه المناطق، كما انهم لم يكونوا قادرين على تعزيزها عسكريا ولم يكن ذلك مجديا اصلا، لذا فلا ذكر لهذه المناطق منذ حملة علي باشا على نجد ومن ثم حملة مدحت باشا على السعوديين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *