التصنيفات
الحقبة العثمانية تاريخ بلاد الشام

كتاب حوادث دمشق اليومية

يغطي كتاب حوادث دمشق اليومية للبديري الحلاق فترة تمتد لواحد وعشرين سنة منذ عام ١٧٤٠ ميلادية وحتى عام ١٧٦١. والبديري هو حلاق دمشقي يجيد القراءة والكتابة ذو ثقافة متواضعة لا تصل الى ذكر اي بيت شعري فصيح ويقتصر على الشعر الشامي العامي قليلا في كتابه كما لا يبدو انه يعرف الكثير من القران.
الكتاب مهم في تغطية طبيعة الحياة اليومية في دمشق بدءا من النزاعات بين الجماعات والمناطق وانتهاءا باسعار المواد الغذائية. وهو يظهر نزعات الكاتب ومشاعره وانكاره للمظالم بوضوح.
يظهر الكتاب حياة سياسية معقدة جدا في بلاد الشام في تلك الحقبة فظاهر العمر يحكم فلسطين ومقره في طبرية مستقلا عن العثمانيين وفي نزاع مع والي دمشق وهو مدعوم من شيخ البلد علي بگ الكبير في مصر والذي تحدى السلطة العثمانية وخسر رهانه. اما لبنان ففي بعلبك حاكم شيعي من بيت الحرفوش وفي جبل لبنان يحكم الشهابيون (العائلة السنية التي تحولت للمسيحية) وفي دمشق وحلب يحكم العثمانيون والى الشرق من دمشق والجنوب تعيث القبائل العربية فسادا والاردن لا ذكر له، والدروز كانوا بموضع الخصم المستضعف للعثمانيين فقد غزاهم الوالي اسعد باشا وهم الى الجنوب من دمشق كما هم اليوم، والشيعة يسمون المتاولة يساعدون العثمانيين في غزواتهم سواء ضد الدروز ام ضد ظاهر العمر ولا نعلم هل هم من جماعة الحرفوش ام اخرين معهم.
وتبدو صلة دمشق في الاحداث اكبر مع لبنان وفلسطين منها مع حلب.
يظهر الكتاب الخط الاخر لتشرذم وتشتت دوائر النفوذ بالاضافة لتقسيم المدن والاقاليم انف الذكر، ففي دمشق وما حولها هناك الشيعة والدروز والتركمان والقبائل العربية وفي المدينة هناك المغاربة والاكراد والفصائل العثمانية التي تناحرت اكثر من مرة والاطراف هم حرس الوالي والقبقول والانكشارية. والوضع بشكل عام قابل للانفجار دوما لتحدث معارك مناطقية ينتابها السلب والنهب والقتل والاغتصاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *