من كان يتخيل أننا سنستخدم شيئاً ما في نواة خلايانا يوماً لنفك لغز تاريخ سحيق منسي. لكن اليسير جداً من ذلك التاريخ الغارق يمكن أن ننتشله عبر خيوط الحمض النووي.
مع حوالي قرن من الزمان تنسى الأجيال المعالم المندثرة من المدينة، بل حتى أقل من ذلك. من يبالي بذلك الملتقى الذي جمع عظام الشأن يوماً؟ بكل برود، تهد مطارق العمال صروح الأمس وتضع محلها أبنية “حديثة”، ولا شيء اسوء من حداثتها سوى أنها كفتاة تحسن الظن بالزمن. شيخوخة تلك الأبنية الحديثة ستغدو اسوء حالاً بكثير من شيخوخة أسلافها.
مع قرنين من الزمان كحدٍ أقصى ستختفي جميع الحكايا الشفوية. سيخلد الكتاب بعضاً منها لتعيش دون سياق، كالنبات دون تربة، وستذبل بين صفحات الكتب الى الأبد، ولانعدام السياق، فلن تهتم بها الأجيال الجديدة أيضاً. مفهوم التراث الذي تمتد له وشائج المشاعر لدى الأجيال ينحصر بنطاق محدود قريب زمنياً، لديهم الاستعداد لتبجيله كما يبجل الجد، لكن أبعد من نصف قرن مثلاً تغدو معالم التراث مستهجنة كما هو مستهجن ما يأتي من بلاد أخرى.
مع بضعة قرون تنسى اللهجات وتتغير بشكل متفاوت بحسب طبيعة الشعب والعائلة اللغوية التي يتكلمها، مع ذلك فقد يبقى التفاهم ممكناً مع سكان تلك الحقبة. تتغير الحدود والمفاهيم الجيوسياسية، ويتغير حتى المناخ الى حد ما! ومع تغير المناخ تتغير مفاهيم الثروة لدى الشعوب. واذا ما كنا نتحدث عن القرون الأخيرة من تاريخ البشر فستتغير تكنلوجيا الانسان بشكل مخيف، قبل ذلك لم تكن تحدث سوى تغييرات تقنية بسيطة تغرق في كثير من الأحيان مع شعوبها دون أن تمتلك القدرة لتحقيق الثورة السكانية اللازمة، تقنيات الأمس كانت تقنيات للقتل والتدمير على الأغلب، وفي كثير من الأحيان لم تكن تخدش سطح المعرفة العلمية لكي يتمكن الانسان من تعميم استخدامها بأغراض متعددة.
بالنسبة لك، فإن سكان مدينتك من قبل خمسة قرون وممن انتموا لشعبك وتكلموا لغتك بعيدون عنك اليوم بقدر بعد الناطقين بلغتك مسافة تتسبب بوجود لهجة صعبة الفهم بينكما (لو افترضنا عدم وجود اعلام يساعدك على تعلم اللهجة)، مثلاً لولا وجود التلفاز لكانت اللهجة المصرية صعبة الفهم للعراقي والجزائري.
واذا كانت الحكايا الشفوية قد انقرضت في فترة قصيرة من الزمن مثل قرن او قرنين، فإن ذاكرة ما حول الأعداء المجاورين ستبقى محفوظة لفترة أطول. ستجد شعوباً تكره شعوباً مجاورة دون أن تفهم السبب بدقة، سيكون هناك طبقات من التعالي او ما نسميه في عصرنا الحديث بالعنصرية. مع خمسة قرون أو أكثر ستكون الأمور قد تغيرت بما يكفي ليكون هناك نظام آخر للعلاقات بين الشعوب المتجاورة وذاكرة أخرى لخمسة قرون أخرى.
مع ألف سنة من الزمن يصبح بلدك على الأغلب بمناخ مختلف أكثر، مستوى الثروة سيختلف أكثر ولمعظم العائلات اللغوية فإن اللغة ستصبح صعبة الفهم جداً وفي بعض العصور والحالات ستكون ألف سنة الى الوراء كافية لمشاهدة لغات انقرضت اليوم.
مع ألفي سنة أنت تتكلم عن بلد آخر تماماً، البعد الثقافي واللغوي عنه قد يزيد عما بين بلدك اليوم وبين بلد مجاور. مع ألفي سنة للوراء لا يبقى شيء نذكره سوى ما قد يعتبر اختراعاً جديداً بشكله الحالي وهو الأديان، والذي أيضاً لم يكن ليصمد كل هذه الفترة لولا استخدام تقنيات متقدمة كالكتابة وأنماط حفظ الأوراق المكتوبة كالكتب والمجلدات وأنظمة التعليم الديني. مع ذلك، فلا يمكن القول بدقة أن الأديان الحديثة قد صمدت كل هذه الفترة، فقد ذكرنا دون التقنيات الحديثة في حفظها وفضلاً عن ذلك فالأديان تغيرت وتتغير كثيراً.
مع ذلك، فإن ألفي سنة فقط لن تغير المناخ بشكل جذري، فقد تغير مناخاً متوسطياً الى مناخ شبه جاف وفي أكثر الحالات تطرفاً الى مناخ صحراوي. مع الفي سنة تحتفظ العوائل اللغوية بكيانها وحتى بتمايزها عن بعضها وقد يمكن تبادل بعض المفردات مع الناطقين بها اذا كنت مثقفاً بشكل كافي لتطلع على إصدارات اقدم من لغتك كاللاتينية او الفصحى (مع افتراض انك في عصر حديث بما يكفي لتمتلك تقنيات الكتابة والتي توصل لك إصدارات من اللغة القديمة). وبينما نتكلم عن الفي سنة، فإن بعض الطفرات التقنية قد حدثت بين حقب زمنية كهذه مثل اختراع العجلة وتقدم بعض تقنيات البناء وتقدم تقنيات الحرب. لكن بالكلام عن الزراعة والطب فحتى القرون الأخيرة لم تحدث طفرة شاملة تساعد كثيراً في هذه المجالات.
مع أربعة آلاف عام لن يكون هناك مجال للتفاهم. جينياً، ثقافياً، ولغوياً قد تصبح بعيداً عن الشعوب التي عاشت بمنطقتك الحالية بمسافة تعادل البعد الثقافي واللغوي والجيني بين شعبين يعيشان على طرفي القارة الأوروبية. ليس هناك ما يعني لك شيئاً من أغاني الشعوب التي عاشت هناك أو عاداتهم أو لغة تفاهمهم حتى لو كنت من حقبة غابرة متقاربة في المستوى التقني المتوفر لدى البشر. كل ما يمكن معرفته عن أي حقبة تبعد عنا أربعة الاف عام هي الأواني والرسوم وفي حالات محدودة جداً كالسومريين والمصريين فقد توفرت بعض النصوص المكتوبة. لدينا أيضاً الحمض النووي وبعض الآثار التي تدل على نمط السكن والنشاط الاقتصادي. نعتبر أنفسنا أثرياء بالمعرفة عن تلك الحقبة بالنظر لتوفر تلك المعلومات القليلة.
قبل أربعة آلاف عام من الآن كانت هناك الكثير من العوائل اللغوية التي اندثرت اليوم ولم يعد لها وجود. أنظمة من القواعد والأصوات اللغوية التي لا يمكن أن نتخيلها. كان هناك أبناء عمومة منقرضين من لغات نشأت مع ما نعتبرها الجذر البعيد للغات الافروآسيوية أو التائية. كان هناك الكثير من الجماعات الصغيرة المنعزلة التي لم تر جيناتها او لغاتها او ثقافاتها النور.
قبل خمسة آلاف الى 16 الف سنة، كان العالم آيلاً للتحول لشكله الذي نعرفه اليوم، مع نهاية العصر الجليدي أعلنت احكام جديدة للتنقل بين قطع اليابسة التي نسميها اليوم القارات وذلك بعد ذوبان الجليد. لا نألف من ذلك العالم شيئاً وبالنسبة لنا فإن كثيراً من سكانه برابرة بدائيين باستثناء جماعات صغيرة من المزارعين نشترك معهم بانماط حياة نعرفها في عالمنا اليوم كالزراعة او الرعي. قد نميز بعض الأصوات اللغوية لدى المناطق التي ستفرز في المستقبل اللغات الافروآسيوية لكن ليس أكثر من الأصوات، حرف العين مثلاً المتبقي اليوم لدى العرب قد يكون مسموعاً في مناطق تمتد بين شبه جزيرة العرب حتى الصحراء الكبرى وكلاهما كانتا في حقبة جيدة حينها بعد تصحر شديد حل بهما اثناء العصر الجليدي.
في تلك الفترة يمكن أن نرى أن الخطوط الرئيسية المعروفة والمتبقية من السلالات الأبوية للحمض النووي قد بدأت بالاستقرار في اماكنها التي نعرفها اليوم، مناطق شرق آسيا يستوطنها أشخاص لديهم عينات حمض نووي من صنف O وفي الشرق الأوسط نجد J كما نجد I قد ترك ابن عمه J وتوجه نحو البلقان.
في الفترة التي تتراوح بين عشرة الاف سنة ونصف الى ثلاثين الف سنة من الآن كان واقع الأرض مرعباً، في أجزاء شاسعة منها تغطي الثلوج الأرض، يحل صيف قصير ثم يعود الشتاء القاسي. من بين جميع الذين انتشروا الى العالم تاركين افريقيا لم تبق سوى جماعات قليلة نجت من ذلك البرد والتغيرات المناخية القاسية المرافقة له ولم تخرج منه دون طفرات وراثية عديدة لصفات ساعدتها على النجاة. حتى ما قبل العصر الجليدي كانت الأرض مليئة بمجاميع تشبه القبائل الأفريقية التي نعرفها اليوم، ومع انتهاء العصر الجليدي كانت الغلبة في جميع أنحاء الأرض لمجاميع ذات ملامح وجه أكثر بعداً عن الألوان الداكنة ومع فئات ذات عين شبيهة بأعين الآسيويين حالياً. انحسر الشبيهون بالأفارقة فيما تحت الصحراء الكبرى وفي قارة ساهول التي نسميها جزءها الجنوبي من اليابسة اليوم بأستراليا. وبقيت منهم مجموعة صغيرة في جزر اندامان في آسيا أيضاً.
في الحمض النووي اليوم، نرى خطوط سير البشر اثناء تلك الأزمة الحالكة التي حلت بالبشرية لفترة طويلة، لكننا نقرأ قصص المنتصرين ولا نعرف ماذا حل بالمجاميع الهالكة. آخر خطوط فهمنا لتلك المرحلة هي الحمض النووي والذي لا نفهم منه سوى ما تبقى. مع ذلك، هناك بعض المشتركات أيضاً، ففي العصر الجليدي الذي نتكلم عنه، بدأت بعض ملامح التصحر الشديد لأول مرة في شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى. صحيح أنها كانت بحال أفضل لاحقاً بعد العصر الجلدي لكنها في تلك المرحلة كانت شديدة التصحر الى درجة وضعت حداً حاسماً لتنقل البشر بين افريقيا وبقية العالم. في نفس الوقت، فقد سمح انخفاض مستوى سطح البحر بالإضافة الى البحار المتجمدة في أماكن كثيرة بتنقل البشر كما في استراليا والامريكتين.
في نفس الحقبة الجليدية بين عشرة الى ثلاثين الف سنة تقلبت العوائل اللغوية على الأقل خمسة مرات لتولد عوائل لغوية من أخرى وكلها لا تمت بصلة لأي مما نتكلم به اليوم ولا حتى لأصول عوائلنا اللغوية قبل ستة آلاف عام. القبائل المختلفة التي عاشت في تلك الحقبة تبدلت مئات المرات بتسمياتها وانماط عيشها وأماكن استيطانها ونشاطها الاقتصادي وانماطها الثقافية من اطعمة وملابس ولغة جسد وأغاني.
قد تتخيل أن البشر في تلك الفترة العصيبة مناخياً قد قضوا عشرات الالاف من السنين بين الرعب والملل والموت المفاجئ لقلة الموارد، لكن تلك الكائنات الذكية لم تزل تمتلك الكثير من المشتركات مع خلفها (نحن). أبسط الثقافات وأكثرها تخلفاً في ذلك الحين كانت تمتلك أدوات حجرية، وتجيد ايقاد النار رغم وجود بضعة ثقافات على الأرجح لا تجيد ذلك. كما أن معظم الثقافات في العالم كانت تحتاج الى تعلم صناعة الأحذية وبعض الملابس اما بطرق بسيطة كاستخدام الفراء أو بطرق متقدمة مثل الحياكة التي كانت قد اخترعت قبل ذلك، والغرض من ذلك هو لمواجهة البرد الشديد وهذا ما حصل.
فضلاً عن ذلك، ولتعزيز مفاهيم هوية الجماعة فإن البشر بمختلف ثقافاتهم كانت لديهم أشكال معينة من الحلي أو الأصباغ التي تشير الى جماعاتهم. كانوا أيضاً يمتلكون أصنافاً من الفنون فقد اكتشفوا كيفية اصدار الأصوات من الانابيب الخشبية (الناي) في بعض الأماكن وتعلموا صناعة آلات ايقاعية بسيطة. وعلى الصعيد الديني والثقافي أيضاً، فقد تقدمت خرافات البشر لتنتج اصنافاً من التنجيم ومعابد متقدمة كالذي عثر عليه في غوبكلي تبه بتركيا. يمكن ان نرى من المشتركات مع تجمعات البشر حينها أيضاً كثيراً من الأواني المصنوعة بطرق مختلفة. بعض الثقافات المتقدمة توصلت حتى الى تقنية الفخار. وفي نهاية الحقبة الجليدية صار يمكن مشاهدة الرعي والحيوانات الداجنة والزراعة في مناطق عديدة من الأرض.
في نهاية تلك الحقبة أي قبل 10 الاف سنة من الآن يمكن أن نرى في القرى المتقدمة الكثير مما نألفه اليوم. مزارعين يمتلكون ملابس وقائمة لا بأس بها من الأدوات الخشبية والحجرية والحبال ويربون الحيوانات ويزرعون ولديهم حكومات صغيرة حكمت رقعة جغرافية من المدن ومحيطها. تولت تلك الجماعات سحق ما تبقى من الجماعات الأقل تقدماً بشكل تام. ما شفع لبعض الخطوط من الجينات هو القرابة التي تجعل النساء أكثر مقبولية بالنسبة للغزاة بحيث يمكن سبيهن، أما الجماعات المختلفة بالشكل الى حد كبير كالفارق بين الصيني اليوم والأفريقي فلم يكن لهم من عزاء أمام التجمعات المتقدمة من السكان.
لا ذاكرة تسعف أي مخلوق على وجه الأرض لتذكر تلك الحقبة، لكن هناك سجل جيني، هناك سجل من الجليد، وهناك بعض الآثار والهياكل العظمية، كما أن هناك بعض الأدلة على دراسة الغطاء الخضري على الأرض في ذلك الحين، وبعض الأدلة من قاع المحيطات لنفهم شكل اليابسة على الأرض. تلك هي ذاكرتنا عن تلك الحقبة.
مثل العصر الجليدي الأخير، تنطبق ملامح عامة على المئة الف سنة الأخيرة بشكل عام وقد تجعل الأرض والبشر شبيهون بنا في مراحل معينة من تلك الحقبة الطويلة بشكل عام، فجميع تلك الحقبة تعرف بأنها حقبة جليدية وان كانت تتباين فيها درجات قسوة المناخ وامتداد الصحاري والجليد بحسب الفترات المختلفة. ما يوحدنا في المئة ألف سنة الأخيرة هو شيء ما سبب ذلك الاضطراب والهلع في بنية الانسان الذهنية والجسدية وحثه على الخروج من أفريقيا التي تقلصت فيها مساحات الغابات بشدة مما جعل سكانها أمام خيار الموت في الجفاف او السعي خارج الرقعة التقليدية التي سكنها الانسان بهدوء نسبي لمئة ألف سنة أخرى ماضية.
ما يجمعنا بذلك الانسان الساعي نحو وسط آسيا ثم شرقها ثم العائد غرباً الى غرب اسيا واوربا وشمال افريقيا او شمالا الى أمريكا الشمالية والجنوبية هو أنه برحلته تلك كان قد كون خواصه الفيزيائية والسيكولوجية التي صنعت ما نحن عليه اليوم، أما قبل ذلك في أفريقيا فكانت المئة ألف سنة الأقدم أكثر هدوءاً بكثير. ماذا نعرف عن المئة ألف سنة الماضية او التي قبلها؟ بالكاد نعرف شيئاً، هناك بعض الاكتشافات المحدودة فقط، لا نعرف بدقة ما اذا كانت اللغة قد بلغت مستواها المتقدم الحالي أم كانت بهيئة بسيطة. الفرق الجيني والثقافي بيننا وبين سكان تلك الحقبة هو كالفرق بين صيني وشخص من الكونغو، أو بين شخص من قبائل الزولو وآخر من الهنود الحمر. يبقى الاثنان بشراً، لكن تفصل بينهما عشرات الالاف من السنين. من المرجح أيضاً أننا سنجد تلك الاقوام اكثر بدائية من أي صيغة نتصورها، لكن سيبقون بشراً حينما نراهم، ولمن يصدم بمدى التشابه بيننا وبين بقية الرئيسيات فإن ملايين السنين تفصل بيننا وبين الشمبانزي مثلاً، لكن مع الانسان العاقل فنحن نتكلم عن بشر من حقبة مئتي ألف سنة أو مئة الف سنة.
من المفاجئ اذا ما عدنا لتلك الفترات اننا قد نجد صفات كثيرة جدا في البشر قد اختفت اليوم، نحن نمتلك مفهوماً معيناً للذكاء اليوم يعتبر ثاقب وحاد جداً وقد صقلته متطلبات بيئية صارمة ومتكررة ثم زادت من صقله متطلبات اجتماعية متشابهة للعيش في المدن الكبرى أو متطلبات لصناعة الأدوات واعداد المنتجات. لكن قبل ذلك كان هناك تشعب كبير في الصفات الجسدية والنفسية والثقافات دون وجود عنق زجاجة يخنق تعداد السكان وصفاتهم ضمن نطاق ضيق، خصوصا عندما نتكلم عن الفترة بين مئة الف ومئتي الف سنة والتي كانت أكثر دفئاً وأكثر استقرارا من المئة الف سنة الأخيرة. لكن في الوقت نفسه، فإن الجماعات ذاتها وظروف البيئة قد يكونون قادرين على تصفية التشعب في الصفات، كما أن الصفات التي ستظهر لن تكون بالضرورة ظاهرة او مفيدة. حتى الآن ولأن الافارقة هم من يسكنون في نقطة انطلاق البشر الى العالم فإنهم يتمتعون بتنوع جيني أكبر بكثير من غيرهم. فيما يتمتع الهنود الحمر بمعدل التنوع الجيني الأدنى، فكم يختلف الافارقة عن الهنود الحمر؟ هل يمكن القول أن الافارقة لديهم صفات اكثر تنوعاً؟ من الصعب اصدار حكم كهذا.
مهما عدنا بالزمن الى الوراء، زاد الأمر رهبة، ذلك التاريخ الغاطس بالنسيان، وان كان علينا تعلم شيء واحد من ذلك، هو أن ننظر لمشاكلنا الحالية بنوع من تقليل الأهمية سواء على المستوى الشخصي أم على مستوى الدول والجماعات، من نحن؟ كم نعرف؟ القليل جداً. كم نعاني؟ لا شيء بلا شك أمام معاناة اسلافنا.