يضع ابن اياس فتح العثمانيين لمصر في مقام فتوحات هولاكو واحتلاله لبغداد ويقول ان مصر لم تشهد من يفتحها عنوة منذ عمرو بن العاص غير ان وحشية الغزو بالنسبة له لا تقارن الا بغزوة بختنصر الاشوري من بين ما تعرضت له مصر. ومن الغريب في موضع اخر ان ابن اياس لا يتوانى عن نقد فتح مصر على يد عمرو بن العاص ايضا اذ يشبه بشاعة الموقف في احدى الحالات بما حدث في عهد عمرو بن العاص.
بالتأكيد لا يمكن التسليم بمقارنات ابن اياس، غير ان وصف ما جرى شبيه بغزوات المغول في بعض نواحيه. كان التعسف شديدا وكان الاتراك والشركس يقتلون حيثما وجدوا، وكان اراذل القوم يرشدون الجنود العثمانيين الى كل ذي مال لينهبوه كما لم يكن العثمانيون يحترمون المقدسات فيروي انهم نهبوا مقامي الشافعي والليث بن سعد. فضلا عن السرقات الممنهجة للمال العام مثل سرقة مخازن الحبوب وجعلها طعاما لخيول الجيش مما تسبب في شحة وغلاء في القاهرة. اما ما طال عامة الناس بشكل مباشر فقد كان يتعلق بسرقة البيوت اثناء حملات التفتيش على الشراكسة والاتراك وكان حكم الاعدام شنقا يصدر على كل من يأوي هؤلاء.
ما زاد الطين بلة هو ردة طومان باي على العثمانيين واستعادته لأجزاء من القاهرة وانعكاس المجازر وحالات الانتقام ومن ثم عادت الكرة بيد العثمانيين فعادت المجازر على الاتراك والشركس وصارت الجثث مرمية في الشوارع بلا رؤوس، ويذكر مشهد لاحد امراء الاتراك المماليك بعد قتله والكلاب تتناهش بدنه المجرد من رأسه.
قتل من الشركس والترك حوالي ٤٠٠٠ بحسب ابن اياس والى جانبهم نفي ٧٠٠ شخص اقتيدوا الى اسطنبول دون عوائلهم. وقد قتل الى جانب الشركس والاتراك عدد من العرب الاشراف الذين كان لهم شأن في وقتهم.
في اثناء الغزو لم يسقط جميع الاتراك والشركس اذ انسحب طومان باي مع قوة كبيرة الى الصعيد وانسحب عدد من الاتراك الى الشرقية وكانوا بمعية الاعراب ينفذون عمليات ضد العثمانيين، وكان رد العثمانيين عنيفا تمثل بسبي نساء واطفال الفلاحين من الشرقية وبيعهم في القاهرة.
ومن ممارسات العثمانيين ايضا مع اسر الامراء بعد قتلهم انهم كانوا يحبسون النساء حتى يفتدين أنفسهن بمبالغ طائلة. وكان على نساء الاتراك والشركس في احدى المجازر ان يدفعوا رشاوى للجلادين لكي يسمحوا لهن بأخذ جثث ذويهم التي تركت عمدا ليتناهشها الكلاب والضباع.
منشور في صفحة ظلال في التاريخ التي حجبني الفيسبوك على الأغلب بسببها وبسبب هذه المنشورات