لا أحتفظ بأرشيف دقيق لما كنت أنشره في صفحة الفيسبوك “ظلال في التاريخ” التي كانت منبر هذه المدونة في فيسبوك. لكن حسب ما لدي من تدوينات وبحسب تواريخ معينة فإن هذا المنشور أدناه يبدو وكأنه الأخير وأنا اذكر طابع المنشور الذي نشرته وهو كان منشور ناقد عام وليس مفصلاً لاقليم وفترة بالتحديد.
بالأمس عاد حسابي بعد اغلاق سنتين ونصف عاد حسابي وزالت كثير من التساؤلات عن سبب الاغلاق حين وجدت أن الصفحة قد اختفت دون أثر. كما وجدت أن تحميل بياناتي من فيسبوك بعد الاغلاق قد اختفت فيه الصفحة أيضاً مما يعني أنها حذفت من بين صفحات أخرى أديرها. بطبيعة الحال فإن فيسبوك لم يخبرني عن السبب لاغلاق حسابي. في ذلك سبب جيد لعدم الاعتماد مطلقاً على الفيسبوك وتركه كلياً، بل وعدم الاعتماد على أي شبكة اجتماعية في نشر المعرفة. الفرضية ببساطة حول مدى حساسية البعض من هذا المنشور أن هناك من يؤله الدولة العثمانية من بعض العرب ومن هؤلاء كثيرين في أعلى هرم القيادة في فيسبوك ومنهم مراقبون كثر أيضاً، وقد أغلقت صفحة أخرى مصرية تتكلم بشكل متحامل شعورياً أكثر عن الدولة العثمانية في نفس الفترة التي أغلق فيها حسابي. غير أنني كنت أتكلم عن ملفات عديدة من التاريخ الحديث للمنطقة وللدولة العثمانية حصة كبيرة من ذلك بالتأكيد.
نص المنشور:
“من الخطأ وصف الدولة العثمانية بالظلم للوهلة الأولى، ربما بعد صفات أخرى يُمكن ذلك لكن ليس كصفة اولى للحكم العثماني هذا ان جاز أن نستخدم مصطلح (الحكم). والسبب أن الظلم يفترض وجود قانون وسلطة، لكنهما يخالفان المعايير الأخلاقية. اما الدولة العثمانية ففي معظم حقبها كانت مجرد مدرسة للانظام، اللادولة، قطاع الطرق الذين ينالون الشرعية، ميليشيات المرتزقة التي تعيث في الأرض فساداً، شيوخ العشائر الذين يسلبون الطرق والقرى أمنها فضلاً عن أشقياء المدن والجند بمختلف فصائلهم الذين لا يتصرفون سوى كأشقياء ومستبدين صغار لا يردعهم رادع. ثم يأتي ظلم السلطة في اسطنبول بالشيء الوحيد الذي كانت تحرص على فرضه، وهو الضرائب، الضرائب التي يدفعها الناس مقابل كل الفوضى والتعسف وقوانين الغاب التي تدعمها الدولة لتبقى. وحالما بدأت الدولة العثمانية في عصر نهضتها المتأخر بمحاولة فرض قوانين معينة وارساء تجنيد نظامي حقيقي بدأت خارطتها بالتضاؤل عندئذ.
تخرجت الدول التي استقلت عن الدولة العثمانية من تلك المدرسة، ومن الجيد أن كثيراً منها استطاع الوقوف على قدميه بعد ذلك، لكن مع عاهات مستديمة في مفهوم الدولة والحاكم وفي تعامل الناس مع الحاكم.”
تعليق واحد على “الظلم في الدولة العثمانية – المنشور الذي أغلق حسابي بسببه في فيسبوك”
“ثم يأتي ظلم السلطة في اسطنبول بالشيء الوحيد الذي كانت تحرص على فرضه، وهو الضرائب، الضرائب التي يدفعها الناس مقابل كل الفوضى والتعسف وقوانين الغاب التي تدعمها الدولة لتبقى.”
اعلاه هو سبب غلق الحساب من وجهة نظري، حيث يمكن عكس هذه الجملة على اية حكومة حالية