تمرد متصرف بابان عبدالرحمن باشا على الدولة وخاطب الشاه وبعد عزله وتولية خالد باشا (من بابان ايضا) توجه الى سنة في كردستان ايران وخاطب الشاه عبر حاكمها امان الله خان. فدعمه الايرانيون وبدء بتحشيد قواته.
في هذه الاثناء عزم علي باشا والي بغداد السير والدخول لتأديبه داخل ايران، غير ان الاوامر السلطانية قضت بعدم خرق الصلح مع ايران، فبقي الوزير في تلك الارجاء محشدا قواته قرب السليمانية.
بعد ذلك امر الوزير نائبه سليمان باشا ان يأخذ ٤٥٠٠ من مجموع القوة النظامية البالغة ١٢ الفا وان يردع جيش عبدالرحمن باشا وحاكم سنة. فتهور سليمان باشا وعبر الجبال بسرعة حتى اجهد قواته وترك بعضها خلفه، وما ان عبر مريوان حتى واجهه عبدالرحمن باشا وهزمه واسره ونقل الى طهران.
الطريف في الامر انه ورغم كل هذه الخيانة من عبدالرحمن باشا تجاه العثمانيين فقد عفوا عنه حالما طلب العفو، بل واعيد لمنصبه ايضا.
يمكنني من قراءة واقع المشاكل بين العراق وايران ان اصنف عائلة بابان تحديدا كأحد الاسباب الرئيسية للازمات في تلك الفترة، بخلاف اسطوانة “الاطماع” الايرانية او الصراع الطائفي.
كما يمكن ملاحظة زهد الحكومة بالعفو ومسارعتها للتسوية في ازمات عديدة مع الاكراد فضلا عن ملاحظتي السابقة بمناداة حاكم بابان بالباشا وتزويده بشكليات هذا المنصب من خلع وغيرها.
تجمع المنطقة مزيجا من وعورة الارض، وانغلاق السكان وانعزالهم مما يؤهل حكامها لنيل هذا النوع من الحكم الذاتي والذي يعززونه بين فترة واخرى نتيجة الضرائب او نزعات الاستقلال بالتوجه الى ايران، فيقف العثمانيون موقفا متساهلا بالنظر لما سبق ولما قد يكون مرتبطا بضعف مردود الارض ذاتها.
في تلك الفترة كانت سلطة عائلة بابان تمتد من كوية الى حلبچة الحالية ويقال انهم وصلوا بامارتهم الى زهاو وخانقين ايضا كما كانت السليمانية الحالية قد بدأت بالتشكل حديثا. ولا ينطبق ما تناله هذه العائلة على الامارة الكردية في العمادية، ربما لعدم قربها من ايران حتى تقوم بلعب هذه اللعبة المكررة. كما لا ينطبق الكلام بأي شكل على اربيل التي تمثل حامية موالية للاتراك وقد سكنها الاتراك كما تترك كثير من سكان قلعتها فضلا عن تواجد اليهود في القلعة والمسيحيين في الاطراف، ورغم ذكر تواجد الاكراد فيها منذ وقت المغول وربما اقدم من ذلك لكن سياسة المدينة لطالما كانت مختلفة عن اسرة بابان وسائر من سيطر على شهرزور والسليمانية لاحقا.