صدام كان يشك بشدة في موضوع تجهيز ايران بالاسلحة من قبل امريكا حتى قبل فضيحة ايران كونترا. ايضا صدام يرى انه من المسلمات امام ايران او غيرها ان السوفييت هم الداعم الرئيسي للعراق. عندما نرى المقطع لرامسفيلد مع صدام يجب ان نعرف ان العراق لم يكن بتاتا من امريكا كما هي دول الخليج من امريكا ولا حتى كعلاقة الاردن او المغرب او مصر مع امريكا وان ذلك المقطع القصير لم يكن الا ذروة العلاقة التي حصلت وفي طور حرج من الحرب، صدام كان يلقي اللوم في سقوط الفاو على امريكا وكانت كثير من المدرعات والدبابات العراقية تسقط بصواريخ محمولة يظن العراقيون انها امريكية.
في 1979 انفق صدام 80 مليون دولار لبناء المساجد ولاعمار المراقد الشيعية وصلى في المراقد الشيعية ونقل ذلك عبر التلفزيون الوطني وادلى بالزعم انه ينحدر من سلالة النبي محمد. وفي اجتماع له عام 1986 قال انه بوسعه العمل مع الجماعات الاسلامية الاجنبية اذا كفت عن تأييد الحكومة الدينية ولم تكن على حافة الاستيلاء على السلطة ورد طارق عزيز بأن محاربة الصهيونية والامبريالية اهم للعراق من المعارضين الاسلاميين.
صدام وطارق عزيز ١٩٨٦ في جزء من نقاش مطول بعد فضيحة تسليم امريكا اسلحة لايران. ويبدو من هذا الفصل من كتاب “اشرطة تسجيل صدام” ان علاقة صدام بامريكا لم تكن وطيدة ابدا رغم الدعم الامريكي وكانت مليئة بالشكوك من طرف صدام ومليئة بالحنق النابع من اعتبار امريكا خطر تجاه طموحه في المنطقة. اما المقطع ادناه فيدل على الغباء الشديد في السياسة الخارجية بحيث يتجادل الاحمقان بهذه الطريقة.
في الفترة بين سنوات ٩٣ و٩٥ كانت القيادة العراقية متلهفة لأي مبادرة لرأب الصدع مع امريكا. لكن حوارات مجلس قيادة الثورة كانت اشبه بحوارات المقاهي وتحدث احيانا امام تلفاز او جهاز تسجيل يعرض تصريح لكلنتون من هنا وتصريح لمحلل من هناك، صدام يقول انه لا يريد من الصحفيين ان يتدخلوا في شؤون كهذه وان الاستخبارات ايضا لا تتمتع بتلك النظرة الثاقبة.
حدث ان اعتقل العراق في سنة ٩٣ شخصا امريكيا دخل الحدود بالخطأ ثم اطلق سراحه بعد لقاء بين طارق عزيز وبين عضو في الكونجرس ثم اعتقل العراق خبيرين في الانواء الجوية وحكمهما لمدة ٨ سنوات بتهمة التجسس في تموز عام ١٩٩٥ بعد ان اجتازا الحدود العراقية في الصحراء مع الكويت واطلق سراحهما في نفس الشهر بعد لقاء بين صدام وعضو في الكونجرس ايضا. صدام يقول في احد الاجتماعات ان عضو الكونجرس هذا سينقل صورة مغايرة عنه وان صدام ودود ولطيف وسوي يشرب الشاي ويتحاور كشخص طبيعي. لكن تلك المحاولات لم تجد نفعا وطريقة تفكير القيادة كانت ساذجة جدا