مقارنة بسيطة في العلوم والتقنيات بين الدولة العباسية بعصرها الاخير والدولة الخوارزمشاهية والسلجوقية من جهة (ايران وتركيا والعراق وما وراء النهر) ودولة النورمان (بريطانيا وفرنسا)
1066 (سنة دخول ويليام الفاتح لبريطانيا) – 1089 سنة تولي ريتشارد قلب الأسد
عدد القلاع:
القلاع مؤشر مهم على العمارة في البلاد وتقدمها. بريطانيا وحدها (دولة النورمان كانت تشمل بريطانيا وفرنسا): ما يقارب الـ 49 قلعة وهذا العدد لا يحتاج للمقارنة مع امارات السلاجقة مجتمعة ومن بداية العصر العباسي حتى نهايته. رغم أن الغالبية الساحقة من تلك القلاع بني في عهد ويليام الفاتح وفي أول 5 سنوات من حكمه وربما ثلث هذه القلاع بنيت في سنة غزوه لبريطانيا. لنأخذ العراق مثلاً خلال تلك الحقبة وكانت إحدى أفضل الحقب له، ماذا حدث؟ بنيت المدرسة النظامية وسور بغداد وجامع ابو حنيفة.
العلماء:
ظهر في بريطانيا وفرنسا 4 علماء يعرفهم العالم اليوم منهم طبيب وعالم خمن قطر الأرض بشكل جيد، طبعاً بعد هذه الحقبة ولد أوكام المشهور بمبدأ موس أوكام.
أما في منطقتنا، فقد ظهر عمر الخيام في خراسان، ومعه 7 آخرون من العلماء الفرس و6 من بينهم يهود وسريان وصابئي وعربي من ملطية.
التقنيات:
رغم كثرة علماء المسلمين في المنطقة المشمولة، لكن عدا تقويم ومنجزات الخيام لم يكن هناك أشياء مفيدة كثيرة، 7 من علماء المسلمين هؤلاء كانوا منجمين ولهم منجزات محدودة في مشاهدات الفلك والرياضيات و8 كانوا أطباء على منهج ابن سينا دون منجزات تذكر أيضاً. لا توجد اختراعات شهيرة اسلامية تعود لتلك الفترة بالتحديد.
في دولة النورمان تم اختراع الطاحونة الهوائية والمطرقة الآلية في ذلك الوقت ويقال أن اعتماد الطحن اليدوي قد انتهى في ذلك الوقت في بريطانيا.
الجامعات:
تم تأسيس المدارس النظامية في بغداد وسبع مدن ايرانية وعراقية اخرى.
بالمقابل فقد أسست جامعات أوكسفورد وباريس في تلك الحقبة.
ولا يمكن مقارنة كلا الصنفين بالجامعات اليوم. ففي كلا الطرفين كان الهدف من تلك الجامعات دينياً محضاً.
عمارة المدن:
لم يعرف عن السلاجقة أو الخوارزمشاهية أو العباسيين (في الفترة الأخيرة لهم) تأسيس مدينة في تلك الحقبة. فيما أسس النورمان ثلاث مدن في بريطانيا آنذاك.
الصناعات الحربية والجيوش:
أظهرت تلك الفترة تفوقاً واضحاً لملوك غرب أوربا وجيوشهم على جيوش المنطقة بالقيام بالغزوات الصلبية قاطعين تلك المسافات الطويلة ومحققين انتصارات مهمة على امارات ودول الشرق الأوسط في عقر دارها وفي أقدس وأهم مناطقها. ورغم الانسحاب والخسارة طويلة الأمد لكن برأيي الشخصي فإن قيام الحملات ونجاحها النسبي بحد ذاتها يعد شاهد على رجحان كفة جند غرب أوربا وصناعة الحرب لديهم.
خلاصة:
لم يكن الفرق كبيراً في العلوم بين دول السلاجقة والخوارزمشاهية والعباسيين من جهة ودولة النورمان من جهة أخرى لكن الكفة في عدد الأعلام ترجح صالح الحضارة الاسلامية وتلك الدول، لكن التفوق في التقنيات كان لصالح الأوربيين في صناعاتهم الحربية وعمارتهم للمدن وللقلاع والتقنيات المستخدمة في الحياة اليومية.
ولا يُمكن النظر للفترة تلك بتباين شديد واصفين الطرف الأوربي بالمظلم والإسلامي بالذهبي.
التصنيفات