التصنيفات
تاريخ المغول

النزعة القومية التركية في غزوات المغول

من المعروف ان هناك لمحات واشارات قومية فارسية لا تحصى في العصر العباسي لكن الاثر التركي للنزعة القومية لا يبدو اكثر وضوحا مثلما كان في عهد المغول وما بعده.

يشير عباس العزاوي في كتابه العراق بين احتلالين الى ان من اسباب الانتشار السريع للمغول هو انضمام الشعوب التركية لهم في مواضع كثيرة وان النداء القومي بين الاثنين كان موجودا رغم التباعد اللغوي. منها ما طلبه احد التركمان القادة في جيش هولاكو من قائد قوات بغداد التركماني سليمان شاه وانه دعاه للتخلي عن الخليفة والانضمام الى قومه بصريح العبارة لكن سليمان شاه ابى وكان مصيره الموت في المعركة.

ومن المواقف مع تيمورلنك الذي كان قوميا متعصبا انه هدم قبر الفردوسي صاحب الشاهنامه وتقول الاسطورة انه وقف على قبره قائلا بالفارسية التي كان يتقنها:

سر از گور بردار ببين …… زدست دليران توران زمين

اخرج رأسك القبر وانظر فالارض صارت بين ايدي شجعان طوران (مع تشكيكنا وتساؤولنا حول وجود الكلام حول الطورانية في ذلك الوقت، فربما اضيف هذا البعد لاحقاً).

وتقول الاسطورة انه فتح الشاهنامه بعدها للإستخارة بها (الخيرة) ليظهر له البيت:

چو شيران برفتند زين مرغزار …… كند روباه لنگ اينجا شكار

اذا ذهبت الأسود فالثعلب الأعرج صار يغير على خير الأراضي (معنى مقارب) وكان تيمور أعرجاً.

قصص قراءة اشعار الشماتة القومية والدينية كثيرة وقد لا تكون صحيحة لكن من المعروف انه هدم قبر الفردوسي. كما انه لم يهتم بأي عمارة سوى ببلاد ما وراء النهر التي يقال انه انشأ فيها مدنا بإسم دمشق وبغداد وحمص واصفهان فيما لم يوطد نفوذه ولم ينو البقاء في البلاد الاخرى، فعاد احمد الجلائري لحكم بغداد بعد انتهاء غزوة تيمور الاولى مثلاً.

ورغم تضارب الروايات حول مصير السلطان العثماني بايزيد على يد تيمور لكن المعروف انه لم يقض على ذريته ولم تنته الامارة العثمانية الناشئة ويقال ان تيمور عمل بنصيحة بايزيد في عدم كسر شوكة الترك المسلمين في الاناضول. يقال أنه أوصاه بالإبقاء على الحصون التركية وعدم هدمها وبقتل التتار (مع الابقاء على غيرهم من الاتراك) لأنهم مفسدون ومن المعروف أنه أيضاً قضى عليهم، ولا يدري أحد بمدى علاقة هذا بوصية بايزيد أو بمدى صحة وجود هذه الوصية لكن المخاطبات بين الأثنين كانت تظهر هذا التقارب رغم أن الحرب العثمانية التيمورية كانت الأعنف والأطول بين حروب تيمورلنگ.

باختصار ورغم وجود هذه النزعة لكن تيمورلنك قضى على الجلائريين ومن معهم من التركمان وكان السلطان بايزيد هو ربما الوحيد الذي يؤسر ويقتل على يد عدو خارجي من بين السلاطين العثمانيين، كما أنه ورغم النزعة التركية الواضحة فإن أكثر ما ساهم في الانتقاص من تيمورلنك وفضح معايب حكمه وفتوحاته ومجازره هو المصادر العثمانية، أي أن تلك النزعة لم تنتج تآزراً بين هذه الشعوب بالشكل الذي يتجاوز الطموحات السياسية والعسكرية.

في الصورة يظهر قصر الخان في كوكند التي تتبع لها مقاطعة بغداد في محافظة فرغانة بأوزبكستان (يسميها الأوزبك بغدود) وهي الوحيدة التي استطعت العثور عليها من بين المدن التي انشأها تيمورلنك هناك باسماء الحواضر الايرانية والعراقية والشامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *