يختلف تيمورلنگ عن الغزو المغولي الأول بنقاط عدة منها أنه لم يكن شخصاً من زعامة قبلية أو أسرة حاكمة تتمتع بالخبرة في الحكم والحكمة والسياسة بل كان مجرد لص حقير ذو سادية وشراسة كبيرة ويقال أنه ينتسب بشكلٍ ما إلى أحد أحفاد جنكيز خان. وبطبيعة الحال لم تكن له عشيرة قوية أو قاعدة اجتماعية وكان يملك حقداً اجتماعياً طبقياً كما أنه لم یكن وثنياً بل كان مسلماً يتبع شيخاً صوفياً في منطقته.
غزو تيمورلنگ كان عبارة عن حملة قرصنة ضخمة، لم يكن مهتماً بإرساء نوع من الحكم بل كانت حملاته عبارة عن حملات ضخمة من القتل البشع وتعذيب الناس بهدف انتزاع كنوزهم وأموالهم، مجزرته في بغداد كانت ضخمة جداً ولم تسلم منها فئة مثلما سلم المسيحيون من غزو هولاكو ومن السيء أنه دخل بغداد مرتين بعد أن عاد السلطان أحمد الجلائري إليها غازياً بعد الغزو الأول.
يقال أن أحد الناس في بغداد قال لجنود تيمور أن كنزه في الأرض الفلانية لكي ينجو من التعذيب فكانوا يحفرون دون أن يجدوا شيئاً فيقول لهم أنه هناك حتى وجدوا كنزاً عظيماً بالصدفة فأخذوا الرجل لتيمور فقال له كيف حصلت على هذا الكنز، قال لم أعرف بوجوده فقط أخبرتهم أن يحفروا لكي ينشغلوا عن تعذيبي بالحفر.
ومن مساوئ تيمور أيضاً أنه لم يكن ميالاً إلى العفو عن المدن كما كان هولاكو وأولاده، بل أنه أخذ الهدايا من حاكم الموصل وتقبلها ثم عاد لينفذ مجزرة كبيرة بأهل المدينة التي كانت قد نجت من المغول بتقرب حاكمها بدرالدين لؤلؤ منهم، كما نفذت المجازر في رأس العين والرها، أما البصرة فقد انتصر حاكمها في بادئ الأمر على الجيش الذي كان يقوده إبن تيمور وتمكن جيش البصرة من أسر إبن تيمور وتحريره لاحقاً بفدية ضخمة، لكن البصرة انهزمت في الحملة الثانية وكانت المجازر من نصيب سكانها. أما تكريت فيقال أنه بنى من جماجم رجالها منارتين وثلاثة قباب.