التصنيفات
العراق بين احتلالين تاريخ الترك

حكم القره قويونلو في العراق (الخروف الاسود)

ملخصات من فترات وحكام عدة من القره قويونلو في بغداد، وما حل خلال ذلك من اوضاع سيئة وعدم استقرار.

بغداد 1466-1467

من المهازل المتكررة للحكم في العراق بعد نهاية حقبة المغول الايلخانية هي كثرة النزاعات العائلية على الحكم. وأشهرها الحرب بين حكام التركمان القره‌قویونلو پیر بوداق ووالده جهان شاه. تمرد پیر بوداق علی والده وتحصن في بغداد ووصل والده مشارف بغداد وأحاط بأسوارها. فلما وجد پیر بوداق قلة المؤونة أعفى كثيراً من الجنود وقال للناس أن من يريد الخروج فليخرج.

هنا أشار حسين طرخان أحد امراء پیر بوداق بأخذ أموال الناس قبل اخراجهم، فباشر القره‌قویونلو بسلب الناس وتعذيبهم لانتزاع المال منهم. لكن المفارقة أن معاناة البغداديين لم تنته بخروجهم فحالما كانوا يخرجون كانوا يتعرضون للأمر نفسه من جيش جهان شاه لأخذ ما تبقى معهم من أموال.

في اثناء الحصار قرر حسين طرخان ومجموعة من أمراء التركمان أن يسلموا المدينة لجهان شاه، فسمع أحد الصبية ما كان يدور من كلام بعض أتباعهم وأبلغ پیر بوداق، فقطع رأس حسين طرخان والمتعاون الأبرز معه ورمى رؤوسهما من السور، فيما قتل خلق كثير من المحسوبين عليهم.

أثناء الحصار حلت المجاعة وصار الناس يأكلون لحوم الحمير وتباع المواد الغذائية الاعتيادية بمئات الدنانير.

مع نهاية المأساة التي دامت سنة ونصف استسلم پیر بوداق لوالده وفتحت أبواب المدينة وصار الناس يدخلون ويخرجون وكان الشرط خروج پیر بوداق من المدينة، وهنا توجه أحد الناجين من اقارب حسين طرخان إلى جهان شاه في جلسة من جلسات الخمر وأخبره أن إبنه ينوي الانقلاب عليه مرة ثانية حالما يخرج من المدينة فأرسل إبنه محمدي ميرزا – أخو پیر بوداق – ليقتل أخوه وهو نائم بينما كان يقضي ليلته الأخيرة في بغداد.

كان پیر بوداق شیعیاً لكنه لم یكن متدیناً كما لم يكن والده، ويقال أنه كان عقيماً وطاغية في نفس الوقت فخشي والده أن يقتل بقية إخوته حالما يؤول له الأمر فقرر قتله.

كانت هذه الأحداث تجري في الوقت الذي يشتعل فيه الجنوب العراقي والأحواز بالحرب بين محسن بن محمد المشعشع (يعود نسبه لموسى الكاظم) وبين امراء التركمان.

1468

احد اسوء من حكموا العراق هو حسن علي ميرزا بن جهان شاه التركماني من القرەقويونلو. كان سجينا ل25 سنة في زنزانة بقلعة بأمر من أبيه المعروف ايضا بسفك الدماء والذي حاصر بغداد وقتل ابنه الاخر، لكن وبعد مقتل والده فقد تمكن من الحصول على تأييد التركمان واستلام الحكم الذي ابتدأ بحصار حسن بگ قوصون (تركماني من الآق قويونلو) لبغداد.

خشيت زوجة جهان شاه السابقة من حسن علي فاتفقت مع حسن بگ وارادت ان ترسل له ذهبا من محل اقامتها بتبريز، فبلغها حسن علي ويقال انه علقها من ثدييها 3 ايام حتى ماتت ثم عذب عائلتها وصلبهم جميعا. سفك دماء الكثيرين وشرع تشريعات غريبة مثل وجوب قص شعر ذيل الحصان والشعر على رقبته ورأسه، وحلق ذوي الحاجبين المتصلين لحاجبيهم وتفريقهم كما منع ارتداء السراويل على النساء.

انتهى به الحال بأن حوصر في همذان وانتحر هناك.

في رمضان سنة 1468 م انتهى حصار حسن بگ الطويل (تركماني من الآق قويونلو) لبغداد، لكنها لم تكن نهاية سعيدة لسكان بغداد الذين يعيشون خارج السور. فقد قرر حسن بگ أن يقوم بتهجير جماعي لهؤلاء الى دياربكر عاصمته، ومات كثير منهم في الطريق. يذكر ذلك في التاريخ الغياثي ويرويه عباس العزاوي في #العراق_بين_احتلالين لا نعلم ماذا حل بهؤلاء السكان هناك وربما ما زال بعض سكان دياربكر ينحدرون من بغداد.

1469

آخر حكام القرەقويونلو التركمان في بغداد عام 1469 هو منصور شاه زينل، يقال انه كان سئ الصيت وأجرى اعدامات كثيرة في صفوف العسكر حين تولى الحكم ولم يكن مهتما سوى بملذاته حتى بلغ خليل بگ قائد الآق قويونلو مشارف بغداد في جديدة الشط بنفس السنة فخرج عليه منصور وهناك انقلب عساكره عليه وسرقوا منه حتى حصانه وانضموا الى خليل بگ. بدا الامر سلميا في البداية اذ اعطوه حمارا ليعود به الى بغداد، ولكن مع وصوله ووصول خليل بگ ابتدأت الشكاوى من ذوي المعدومين فحكم على منصور بالاعدام. فقتلوه في الميدان ورموا جثته للكلاب فأكلتها ودفنت عظامه وبقاياه في قنبر علي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *