التصنيفات
الحقبة العثمانية جنوب العراق

رحلة سبستياني الى العراق 1656

مر شهر أو أكثر منذ انهائي لقراءة ترجمة رحلة القس الإيطالي سبستياني الى العراق والتي كان يتجه فيها الى الهند، لكن حتى هذه اللحظة لا تفارقني الانطباعات المظلمة عن تلك الحقبة التي تندر الكتابة فيها عن تاريخ العراق وتعد رحلة سبستياني من المؤلفات القليلة التي تصف أحوال البلد. كان قد مر حوالي عقدان من الزمن على الحرب الطاحنة بين الصفويين والعثمانيين والتي انتهت بتحرير السلطان مراد لبغداد وتنفيذ مجزرة بالفرس المتموضعين في المدينة، وحينها كانت الدولة العثمانية متوجسة من أي باشا يحكم العراق لفترة طويلة لذا فقد كانت تبدل الولاة على نحو سريع جداً لتجنب موقف مثل موقف بكر صوباشي. أما الدولة العثمانية فقد كانت في طور الصراع مع البندقية لذا فقد كان يمكن ملاحظة وجود المماليك الايطاليين كما سنقرأ فضلاً عن البوسنيين وغيرهم.

تم ارسال جوزيه دي سانتا ماريا أو جيرولامو سبستياني في بعثة من إيطاليا الى الهند، وقد مر بالعراق مرتين في رحلتين ذكر فيهما مشاهداته بشكل موجز وطبيعي ومحمل بالمشاعر فهو لا يقصد بالضرورة ان يكون مؤرخاً بل كان يدون ملاحظاته فقط.

تبدو حلب أكثر المدن اشراقاً بل ربما المدينة الوحيدة ذات المظهر المقبول في الشرق الأوسط عدا بعض مدن الاناضول والعاصمة إسطنبول كما يرى سبستياني. في حلب قنصل فرنسي واخر بريطاني وفيها تواجد أوروبي كبير لأغراض التجارة والسياسة حتى.

بدأ الكتاب سنة 1656 بتموز في انطلاق الرحلة من حلب بدل سبستياني زيه بزي محلي (مثلما فعل هيود في السفينة اذ وضع عمامة الضابط المريض واظن نيبور كان يفعل ذلك أيضا). بالنسبة له كان عبور الفرات عند قرية البيرة او بيرة جك هو الحد الفاصل بين ما يسميه سوريا وبين بلاد ما بين النهرين كما كان هناك نقطة عسكرية اخذوا الباج من المسافرين، لكن لا يشترط بتلك النقاط أن تعبر عن فواصل إدارية بالضرورة فأحياناً تقوم الدولة بالجباية في نقطة امنة واحيانا تقوم العشائر بذلك.

ثم وصل بعد ذلك اورفة، ويقول ان الثلج يكثر في المنطقة حتى في الصيف. ومنها توجه الى الموصل، وفي الطريق الى الموصل يذكر ان 60 جنديا انكشاريا مروا فمات منهم اربعين ولم يدفن سوى اثنان. وبقي الباقون طعاما للحيوانات بمنظر مرعب. لا نعرف سبب موتهم هل هو وباء ام هجوم من عدو. لكنه يقول انهم ماتوا من الحر والعطش ولعل الحر والعطش والوباء اجتمعوا عليهم.

كان من في قافلة سبستياني يتصببون عرقا وتهب عليهم رياح كاللهيب. الاجواء ذكرت سبستياني بجهنم، وكان يستغفر ربه لذلك. وقد كانوا يسافرون بين الثامنة مساءا والعاشرة صباحا لتجنب الحر. والمظهر الآخر عدا الحر الشديد الشبيه بجو العراق اليوم هو القرى المندثرة والآثار الكثيرة والتي ليست بالضرورة آثار لمدن قديمة بل منها قرى مندثرة حديثاً جداً فمثلاً مروا بقرية اندثرت حديثا وكانت للارمن، وبقرية اخرى مقفرة تماما للارمن أيضا. المسألة أننا لا نستطيع تحديد وقياس ذلك الحر فمن المعروف أن العراق من بقع العالم الاشد حراً وجفافاً لكن هل كان أكثر حراً من القرن القادم أو القرن الذي سبقه؟ لا يمكن الجزم عبر هذه المذكرات او غيرها.

ثم وصلوا مدينة قومجصار المقابلة لماردين. في هذه المدينة كان لدى المسلمين العاب بالرماح تقتضي رمي الرماح ثم اعادة التقاطها وهكذا، وكان ذلك احتفالا بعيد الفطر.

العلاقات مع الايطاليين تبدو قوية في حينها (يسمي سبستياني قومه “الافرنجة” فلم تكن هناك تسمية إيطاليا حينها ولا شعب يدعى الايطاليون). كانت تلك العلاقات التجارية النشطة متزامنة مع الصراع مع البندقية وتنعكس على مستويات مختلفة منها مثلاً أنه كان يمكنه أن يجد من يتكلم الإيطالية مثل الشاب الأرمني الذي قرر السفر معه والذي كان يتكلم الايطالية وكان شابا غنيا متجها الى الهند ومعه شخص ارمني اخر من حلب اسمه مراد قد بدأ بتعلم الايطالية أيضا. هؤلاء يمارسون التجارة بين إيطاليا والهند عبر هذا الطريق المار من العراق.

ثم تأتي مدينة قره دره ثم نصيبين وفيها كنيسة للارمن ويقيم اليعاقبة (لا ادري ان كانت التسمية من المترجم ام من سبستياني لكنها ترمز للارثدوكس بشكل عام من غير الأرمن) طقوسا فيها ايضا. وفي المدينة قبور لثلاثة رسل اوربيين قدموا سابقا وماتوا هناك، ويعبر هذا عن جانب آخر من العلاقات التي بقيت نشطة بين أوروبا والشرق الأوسط وهي العلاقة الدينية، في بغداد ايضاً وجدوا في بيت الاباء الكبوشيين قساوسة برتغاليين وراهب فرنسيسكاني.

ثم مر ببلدات: ملالي ، قنجا ، هرناجوني، ثم وصل الموصل. وفي الموصل 500 يعقوبي والف من النساطرة ويقول ان بقراها 40 الف مسيحي. كما يقارنها بنينوى التاريخية التي تقع بالضفة الاخرى ويقول انه ليست بشيء امامها بحسب ما نعرف من المصادر. هذه الأرقام قد تكون بعيدة عن الواقع فهي تقديرية وليست من شخص جاء لدراسة واقع البلد مثل الرحالة نيبور مثلاً.

لم يكن السفر نحو بغداد ممكنا بالقارب وحتى بالكلك لضحالة مياه النهر! وهذه ملاحظة مناخية نحتفظ بها لحين توفر المزيد من المعلومات حول أحوال نهر دجلة في الصيف بسنوات أخرى ورحلات أخرى.

خارج الموصل قرية خربة اسمها جهينة وقد ورد ذكرها بمعجم البلدان بحسب الهامش. ثم تأتي تكريت وهي مدينة خربة ومن الموصل حتى بغداد لم يجدوا حتى مكانا يمكنهم التزود منه في إشارة الى التصحر الشديد وانعدام الحياة في تلك المنطقة، كما وجدوا قرية تركها اهلها من العطش مؤخراً رغم انه لم يوضح ان النهر قد جف كليا ام لا، لكنه كان يقول انهم كانوا يسيرون بمحاذاة النهر ومع ذلك قال انهم اخيرا وجدوا بعض الابار. ويذكر ايضا انهم اضطروا ان يلجأوا للصيد لان الغذاء نفذ تقريبا.

في مدخل بغداد كان هناك اربعة جنود بهراوات ضربوا الارمني لانهم حسبوا بغاله ثمانية بينما كانت لديه في الواقع خمسة بغال فقط فناقشهم في ذلك. وبعد هؤلاء هناك موظفي جمارك من الأرمن وكان يجب دفع الاتاوة للجنود على البغال الثمانية (التي هي خمسة في الحقيقة) ومن ثم اجراء المعاملة الرسمية مع الموظفين الأرمن.

باختصار كما يسرد سبستياني، بغداد لا تقارن بالمدن الاوربية لكنها ذات شأن كبير لو قورنت بمدن اسيا الصغرى ولا ادري لماذا لم يقارنها بحلب مع الاخذ بنظر الاعتبار انه مدح حلب فقط من بين مدن الشرق الاوسط وعزى ذلك للوجود الافرنجي فيها. مقارنة باوربا ايضا، فإن مدن الشرق الاوسط تفتقر للجنود وهكذا يرى بغداد، يجب ان لا ننسى ان جميع الملاحظات حول بغداد هي تحت ظل الملاحظة بان بغداد خرجت حديثا من حرب طاحنة وعملية تحرير من الصفويين، مع ذلك فهو يجد الوجود العسكري فيها قليلاً.

في داخل بغداد لا نعرف اين كانت الحديقة لكن يبدو قصر الباشا جميلا محاطا بحدائق ويمارس الباشا مع الجنود العاب رمي الرمح. وزي العسكر المقربين من الباشا فيه جلد النمور وقماش الاطلس، وهنا نذكر ان الجنود العثمانيين في تلك الفترة لم تكن لديهم أزياء حديثة شبيهة بالاوروبية الحديثة بل كانوا يرتدون العمائم والسراويل ويضيف هنا سبستياني جلد النمور وقماش الاطلس للمقربين من الباشا.

الوالي في بغداد كان اق محمد باشا وقد كان متسامحاً مع المسيحيين بل ويوفر لهم رعاية اضافية واموال. يعزو نيبور تلك السياسة الى ان احد القساوسة كان طبيبه، وبحسب الهامش فان الوالي كان يشكو من امراض عديدة وشفي على يد درويش اسمه مصطفى دده الخراباتي.

لا وصف لبغداد بعد ذلك سوى تعداد وتصنيف (غير دقيق على الأرجح) للمسيحيين. بعدها ركبوا الدانك جنوبا وكان الملاح سيئا رغم تبجحه وانتهى به الحال ان توقف وان تحولت الرحلة لدانك اخر دون وقاية من الشمس. السفينة كانت مليئة بالناس من مختلف الاصناف بدو واهل مدينة وجنود، عرب وترك وجنديين من البوسنة.

رحلة الدانك نحو العمارة كانت تعسة جداً، كما أنها كانت اول مرة اقرأ فيها ان القارب يتجه بطريق دجلة وليس من الفرات، وأعزو ذلك الى ان طريق الذهاب للجنوب يكون عبر دجلة وطريق الذهاب نحو الشمال يكون عبر الفرات نظراً لقوة التيار في دجلة التي لا تساعد في الإبحار من البصرة نحو بغداد بينما يكون الماء ضحلاً أكثر واقل سرعة في الفرات. برأيي وكنتيجة لذلك فقد بقي طريق دجلة شبه مهجور من المدن لأن الرحلات التجارية غالباً تأتي بالبضائع من الهند وتتجه بها شمالاً، لكن ليس هناك ما يصدره العراق أو ما تصدره الاناضول عبر العراق باتجاه الهند او باتجاه الخليج العربي المقفر وشبه الخالي من السكان.

في الدانك حدثت حادثة تمت فيها سرقة محفظة احد القساوسة المرافقين، وفي الحادثة يذكر ان للناس نظرة جيدة عن الافرنج وعن القساوسة فكان وضعه جيدا رغم ان خادمه كان السارق. الجندي البوسني كان يتقرب منهم ويحسن معاملتهم ايضا. ويرينا ذلك كيف ان عقدة الخواجة متجذرة منذ ذلك الحين وقبل ان يعرف الشرقيون ان الغرب اكثر تقدما منهم بل لم يكن اصلا اكثر تقدما وكان في بداية الطريق الصحيح فقط كما أن الناس حينئذ لم يكونوا يعرفون ما هو الأوروبي من الأساس الا من مشاهدات نادرة لا يظهر فيها سوى ملامح الوجه المختلفة. أيضاً وحول حسن معاملة المسيحيين يذكر أن الجمرك في القرنة تغاضى عن اغراضهم لأنه اعتبرهم دراويش وقال أن هذه عادة الجمرك مع القساوسة. وهذه المواقف مع القساوسة كانت تستغل بشكل جيد سياسياً، حيث يستغل القساوسة لتمرير الرسائل السياسية، سبستياني مثلاً كان يحمل رسالتين من القنصل الانجليزي الى الشاه والى ملك المغول في الهند. يدير القناصل والدول الغربية عملهم في الشرق بالاستعانة بشبكات سفر وتنقل الرهبان، فضلا عن ذلك ارسل القنصل الانجليزي في حلب ثلاث جواهر مع سبستياني وهي بمثابة حوالة مالية عالية القيمة. لو كانت هذه الرسائل بيد شخص آخر لتم تفتيشه واعدم بسهولة، فالدولة العثمانية كانت في عداء مع سلطنة المغول في الهند ومع ايران.

بعد العمارة، بلغوا المجر ومنطقة سماها القصر وكان هناك مجموعة قرى قبل القرنة: بني خالد، الدكة، بني منصور، القلعة (قلعة صالح او سكر ربما؟)، ديار بني محمد، المدينة، الفتحة. لكن تجدر الإشارة الى انهم لم يمروا بالعمارة في هذه الرحلة بل في الرحلة الأخرى حيث تظهر العمارة كقرية صغيرة وفيها نقطة جمرك. وقد اعتقلوا سبستياني ورفاقه ورموهم في اسطبل حقير لكي يجبوا منهم المزيد من الأموال مقابل السماح لهم بالعبور، وحينما اعتذروا طلبوا منهم ان يرسلوا على من يجلب الأموال من بغداد. لكن الانكشاريين في العمارة عوقبوا من بعد ذلك من خلال معرفة اسماءهم لدى اغا الانكشارية في بغداد وذلك كنتيجة لسوء سلوكهم مع سبستياني وصاحبه جيوفاني واعيدت الاموال التي جبيت منهم كلياً وهذه أيضاً تضاف لرصيد معاملة الأوروبيين الجيدة.

لكن معاملة المسيحيين المشرقيين لم تكن جيدة بالضرورة، فمثلاً في رحلة الدانك كان الرجل المسيحي العراقي ضحية لافتراء نساء بدويات افترين عليه بأنه يتحرش بهن وفي الحقيقة كن يسرقن اغراضه في الليل وحين يريد استعادتها يصرخن ليجتمع عليه الناس ويضربونه، وكان الجنود البوسنيون المتعاطفون مع سبستياني يضربونه أيضاً.

للقرنة اسوار جيدة لكنها طينية وكذلك البصرة. والبصرة حينها كانت تحت حكم حسين باشا افراسياب وكان لها وضع متميز جداً، وكما يقول سبستياني فقد كانت تدفع جزيتين للفرس وللعثمانيين. ويصفها بانها مليئة بالبشر من مختلف الاقوام وبالبضائع والفاكهة لكنها ليست جميلة وهي صحراوية.

يسمي سبستياني الصابئة نصارى القديس يوحنا ويبدو الصابئة متخبطون جداً في هويتهم الدينية فهم يتقربون من الرحالة المسيحيين ويساعدونهم ويريدون اثبات انهم مسيحيون او على الجانب نفسه على الاقل. كما أن منهم من يتحول بشكل رسمي الى المسيحية ولعل ذلك مصدر من مصادر الأقليات المسيحية في الجنوب.

في طريق العودة رجعوا من الطريق التقليدي في الذهاب لبغداد. بعد القرنة هناك قرية اسمها الساقية ثم الجزائر وفيها صابئة ثم الشالوشية، كوت معمر، مسافر، العرجة وقربها تحرش الاعراب بالقارب، في العرجة كان هناك صابئة أيضاً. ثم تأتي السماوة. وربان احدى السفن هناك كان ثملا طيلة الوقت (بأي نوع من الشراب؟ أمر مثير للاهتمام) ثم الرماحية ثم الكوفة وقربها اسود افترست الابقار. وقرب العرجة كان هناك اسد أيضا تم تحذيرهم منه. ثم الكوفة ثم الحلة ثم عقرقوف والتي هناك قطاع طرق من الشيخ الحاكم للمنطقة فيها.

يذكر انهم كانوا يقولون للانكشارية بنقاط الجمرك انهم من جماعة ميخائيل طوبجي من كريت والاخر جيوفاني من البندقية وكانوا قادة في الجيش العثماني. وميخائيل طوبجي هو ضابط مدفعية له اراضي واقطاعيات كبيرة في لبنان والعراق ويتمتع بمكانة مهمة. أما جيوفاني البندقي فله اهمية مقاربة. هؤلاء لم يحتفظوا بدينهم فحسب بل بعلاقاتهم مع المسيحيين وخدماتهم للآباء والكنائس في المنطقة. وهكذا كان الحال مع موظفين ومماليك الوالي واحدهم من مالطة والاخرين من باليرمو وسيراكوزا (في ايطاليا بحسب المترجم) وكانوا يحترمون الاباء وكان هناك ايضاً سباهي اخر إيطالي ومملوك من مماليك الوالي كان يذكر مدينته في إيطاليا ولغته وديانته المسيحية.

في الرحلة الثانية يسلك سبستياني طريق الصحراء الذي وصفه نيبور في رحلته.وقد اختاره بسبب فتنة حسن اباظة باشا وتحالفه الشامي وتجييش الدولة ضده جيشا بقيادة مرتضى باشا واختلال الاوضاع في مدن شمال وادي الرافدين وحلب وقونيا مع صدور أوامر باعتقال الاوربيين المارين من هناك. كما يذكر ان تخوفا كان هناك من قبل الدولة الا ينشأ تحالف بين الشاه وحسن باشا. طريق الصحراء هذا هو طريق آخر صحراوي موازي للمدن والنهر لكنه بعيد عنها، ويتم سلوكه بمساعدة البدو ولعل فيه بعض الإيجابيات في التخلص من قطاع الطرق التقليديين ونقاط الجمرك والدولة.

وفي ظل الحرب مع البندقية من جهة والصراع مع ايران وثورة حسن اباظا باشا في الشام، يذكر سبستياني أنه تم اعتقال الماركيز دريفيل الذي قيل انه سفير البندقية الى ايران ليحضهم على الهجوم على العثمانيين.

نظرة سبستياني للامبراطورية العثمانية هي ان سكانها والاراضي المزروعة فيها يتناقصان بشكل مستمر ويتراجع دخلها وقدرتها على تجهيز الجيوش كنتيجة لذلك ولا تجني سوى 8 ملايين قطعة ذهبية في السنة من كل تلك الأراضي. يمكن أن نتخيل من كلامه أن الدولة العثمانية بحجمها الشاسع كله لم تكن تعادل في دخلها وتعداد سكانها سوى دولة صغيرة من غرب أوروبا. ورغم سوء حال الدولة وقول سبستياني ان الموصل شبه فارغة وان ناسها يتجهون لكردستان لكثرة الضرائب، فقد وصف حفل استقبال والي بغداد الجديد القادم من اسطنبول بأنه افخم مما في أوروبا وكان الحفل هذا يمر مروراً بالموصل فقط ولا ينتهي بها رغم أنها كما يصف سبستياني كانت بحال سيء جداً. يذكرنا هذا بالواقع اليوم في فخامة وابهة الحكام المتناقضة مع أحوال الناس.

ملاحظات سبستياني الاخرى هي ان الجزء الاسيوي الذي يشمل العراق وكردستان والشام شديد الفقر والقفر ومهجور ويزداد سوءا. اما المدن الكبرى والأفضل حالاً في الامبراطورية فتقع اما في الاناضول قرب اسطنبول او في الجانب الافريقي  مثل القاهرة وتونس ومدن الجزائر المختلفة والذين يخضعون اسميا للإمبراطورية.

تعليق واحد على “رحلة سبستياني الى العراق 1656”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *